بقلم الدكتور هاشم حسن
تنشغل الاوساط العراقية الان بايجاد حلول لمحنة العراق الراهنة وهي الاخطر في تاريخه المعاصر حيث تقف البلاد على حافة الافلاس المالي والسياسي والاخلاقي بسبب الفساد وسوء الادارة وسياسة التوافق والمحاصصة التي نصبت الجهلة في مواقع القيادة وهجرت وهمشت الكفاءات في الاختصاصات كافة..!
وحاولت العشرات من المقالات والتقارير ان تقدم وصفا دقيقا للحالة العراقية الراهنة.
فهنالك من يكرر وصف البلاد وهي تدخل في نفق مظلم لايظهر في نهايته بصيص امل او اشارة لضوء او نور عابر.
ويحاول البعض وفي مقدمتهم العبادي ومريديه ان يجد حلا بديلا عن المحاصصة التي قادت البلاد للكارثة عن طريق بديل اسماه حكومة التوافق الوطني.
لكن اهل العقد والحل يعتقدون ان هذا الحل هو مجرد تلاعب بالالفاظ وعلى حد قول البسطاء من الناس ان الامر ( خوجه علي ملا علي ).
وينطبق عليه المثل الذي يقول اذا اردت الارنب فخذ الارنب واذا ما اردت الغزال فخذ الارنب ايضا .......!
وبعيدا عن التنظيرات المؤدلجة او الاسراف بالتفاؤل الساذج او التشاؤم المخيب للامال لابد ان نؤكد بان ما وصلنا اليه هو لعبة امم وحرب للجيل الرابع حرب المكونات وتفكيك الامم والجماعات واعادة صياغة خريطة الشرق الاوسط بل العالمين العربي والاسلامي لتكون بديلا عن خرائط سايكس بيكو وقريبا من تصورات بروتكولات بني صهيون والماسونية العالمية.
ما نتحدث عنه ليس نظرية للمؤامرة بل هي المؤامرة بعينها في مراحلها النهائية.
ونعود ايضا للتوصيفات واعمق مايمكن ان نصف فيه تجربة التحول الديمقراطي في اطار خارطة الطريق الامريكية يتمثل في ان وطن بكامله اسمه العراق يحلق وهو في جوف طائرة على ارتفاع ثلاثين الف قدم يقودها ربان لايعرف علوم الطيران ولكنه اقلع من المطار وهو يحمل معه دليل امريكي للطيران واكتشف حين اقترب موعد الهبوط واوشك الوقود على النفاذ بان الدليل يحمل عبارة اعتذار ويشير الى ان تعليمات الهبوط ستصدر قريبا في كتاب لاحق فاستوجب الامر الانتباه وعدم الاقلاع الا بعد صدور الجزء الثاني من الدليل... ولم يكن امام الربان الا ان يقترح على الركاب (الوطن) خيارات متعددة منها القفز بالمحيط والاستعانة بالنجادات او الانتظار عسى ان تحدث معجزة وتهبط الطائرة بسلام.
نعم ليس امام كل عراقي الا الهبوط الاضطراري لاي وطن بديل او الانتظار تحت رحمة الربان الجاهل الجبان.
وعسى ان يكون هنالك حلا اخر افتونا ليرحمنا الله ويرحمكم من عذاب هذا الانتظار الموجع..!!