نامق عبد ذيب/ العراق
حين وحدكَ تحدّقُ
في الموجة البعيدة
سترى ما لا يراه البحر
ذلك الأزرقُ البعيدُ
لا الذاكرةُ تحفظهُ ولا الماء
البحرُ ليس ماءً
هو ما تتركُهُ السماءُ
من وصايا
صورتُها
وهي تزدحمُ بأدعيةٍ
لا عدد لها
البحر ابنُ ابنتِهِ
الموجة
الموجةُ خالقةُ أبيها
لولاها لصار مرآةً
تعكس زرقة الوجود
في لا نهائيته
حين وحدَكَ
ستتقدمُ
نحوكَ
تأخذُ في طريقها
كلَّ ما لا يُسمّى
الأبيضَ وهو يرتجف
الأزرقَ وهو يبتعد
الفيروزَ وهو يحدّق للأبد
في مهوى الشوق
الموجةُ أم أبيها
وأختُ نفسِها
لا شكلَ لها
إلا ما ترغبُهُ
من شكل
وجودُها في اللاوجود
وحدودُها في اللاحدود
كلما اقتربتَ منها
صارتْ أكثرَ غموضاً
كلما ابتعدتَّ
أغرتْكَ بالغرق
الموجة ولعُ البحر
في الطيران
بدونها السفن
ضائعة
والسمكُ تائهٌ
بدونها البحرُ لا يصل
والشاعر
مجرّدُ جالسٍ
على صخرةٍ ،
جالسٍ على صخرةٍ
يفكرُ
بالغرق.