أيّ رجل انت وأي سر فيك.. حين تطل بهدوءك يشتعل جمر القلب.. ينتفض الجسد على نفسه.. تثور كل هواجعي وتعلن تمرّدها.
اترك مطارحة الغرام مع الكلام فتنكسر مفرداتي في ذروة توهّجها وأركض لمعانقة نواح ملامحك.. يا رجلا حين يطعن السماء بقرنه ينزف دم الله كلمات من شفتيه.
آه من برودك الصّاخب.. حين يقتحم صمتي تصاب بالصرع كل جوارحي.. تتحول الرغبة في الى مجنونة تركض في الشوارع حافية محمومة الشّفاه وتصرخ انزعو الثوب عني.. هذا الغريب أريده ولا انتبه من غيبوبتي الا وقد تحولت الى قارورة عسل تقاطر هذيانها على جوانب القصيدة واللّهفة.. ساخن حريرك ايها الغريب.. لست انت الطريق المؤدّي الى حرّيتي.. لست انت الطريق المؤدّي الى جسدي.. لست الطريق المؤدّي اليّ وكلما احكمت اغلاق الابواب على نفسي أجدك في مربّع هروبي تحاصرني فلماذا انت..
كل ما فيك يستفزّني وحين اشم رائحتك اخلع كل اقنعة البسالة.. انزع عني ادوار البطولة والعنفوان ويستبد بي الحنين الى زمن الجواري... أنقسم الى نصفين فأتوسّل قسوتك وأتلذّذ بخضوعي لك. أقبّل الأرض بين يديك وأذرف الدمع باعترافي أنّي الجسد والغواية كي تحاصرني بمحظوراتك وتطلب منّي مغادرة المكان حين تستفيق من وجدك وشطحك الصّوفي.. لن أقفز على المألوف ولن أحاول استكشاف الغيب أو أحياء الموتى أوالخروج من الزّمان والمكان.. لن أحاول ردّ السّباع واللُّصوص بكراماتي فالّرعشة الّتي تصيبني في حضرتك تشلّ كلّ مكامن الخبرة والكيد في.. هات ذراعيك كي أهدأ فانّي أحبك حد الغرق.. مريضة بك وفي دمي يشعّ ملح غرامك ..أصبحت غريبة عني وعن اسمي. كم كنت حمقاء.. كيف لم انتبه ان قلبي كان معطوبا بك... الي ّيا شهرزاد فقد تورطت.. نقّبت في تفاصيل كل لياليك وادركني ألف صباح.. لم أعثر في حكاياتك عما ينجدني منه فعيناه حمامة غواية ووعد بهزيمتي.. التهمت كل قواميس الاساطيرو الميثولوجيا والحكايا الشعبية والملاحم التاريخية والاغاني حتى أفهم تفاصيل الشجن واللهفة الّتي تنهمر من بين أصابعه ولم اجد فيها ما يخرس عواء جوعي اليه. لم تكوني عاشقة يا شهرزاد وتعاليمك في فن كيد الحكاية تشي بأنك لم تكوني عاشقة الا للملك والحياة.. كانت حكاياتك نافذة للهروب من سيف قاطع الأعناق لا من لص القلوب والأرواح.
لم تكوني عاشقة يا شهرزاد والا لاغتيلت بقية لياليك قبل وجودها بعد الليلة الاولى.
يا أنت قل ما شئت وارتشف من دمي ما يكفيك فانا سبيّتك.. أيّها الذئب اعشقك وروحي ما عاد يروي ضمأها الا لمعان الاشتهاء في عينيك.. الا شفتيك.. حين تلامسني اصابعك اتحول الى ياسمينة مثقلة تكفيها هزة واحدة منك لتتساقط حباتها تلثم قدميك وتتلمض اصابعها واحدا واحدا.. ايها الغريب ماذا فعلت بي.. ماذا فعلت بقلبي المتكاسل.. كنت ارفض الوقوع في شراك حب ذكر حتى لو انهمر من بين اصابعه عطر الخلود.. احببت نعم لكن كنت احب بعين مغمضة واخرى مفتوحة.. كنت دائما ذئبوية الغرام.. نعاسي نعاس ثعالب.. هكذا كان حبّي فمن اي غاب أتيت.. مالي أسمع في عواءك اجمل الاغاني والسمفونيات الاسطورية.. مالي حين امسك برداءك المتقاطر دما لا اشم رائحة جيفك.. لا اشم رائحة دماء الانوثة التي اغتلتها.. فقط اشم رائحة الغمام المنبعثة منك.. رائحة الليالي والهمس.. أيّها الذّئب ما ألذ طعم قبلاتك.
حكاياك ياجدتي كانت مبتورة ..حدثتني عن الغزال العاشق والمس العاشق والرجل العاشق.
لم تحدثيني عن الذئب المعشوق.. لم تخبريني ان لبعض الذئاب رائحة مسك تنبعث من اسفل بطونها.. لم تخبريني ان لبعض الذّئاب قبلات بطعم الندى المسحور.. تحصّنت بكل ما لقّنتني من ذكر ودعاء وأوراد مأثورة فثارت شهوتي وبسملت باسمه فتفرّس في عريي شيطانه..
ابتلع كل تعاويذي ونذوري وفنوني في السحر وها اني بعد ان نزعت حجاب رأسي أعيد ترتيبه من جديد.. ها أني من جديد ارتعش خوفا من دم أنوثتي بعد أحببته وتصالحت معه.. أيّها الذّئب.. كيف لم أتفطن اني احببتك.. كيف تسللت الى داخلي دون ان انتبه.. كيف لم انتبه.. ايها الساكن في اهجع حتى لا افيض عن الليل وافضح في الرخام حليب الكلام...
ايها الغريب.. ليتني لم احبك.