د. هاشم حسن/ بغداد
اثارت رواية هيبتا وتعني الرقم سبعة بالاغريقي اهتماما استثنائيا من النقاد وجمهور التواصل الاجتماعي ويتلخص جوهرها بان البشرية لاتتعلم من اخطائها ولاتتعض من الدرس فتكرر الالام والتضحيات ذاتها والمرور بالمراحل السبع للعبة البشرية.
وهكذا هي امتنا العراقية مازالت تكرر الاخطاء ومسيرة الالام بدون توقف...!
نعم العراق وهو الاقدم حضاريا بين شعوب الارض واول من اكتشف الابجدية والقانون مازال يتقدم الى الوراء ويسجل ارقاما قياسية في التخلف والجهل والامية وتصدر مؤخرا قائمة البلدان التي لاتصلح للحياة والاكثر خطرا وتخلفا ـ وهو ايضا البلد الذي يحتل راس قائمة الفساد في العالم، ويحتل المرتبة الاولى في ضوء نظرية هيبتا التي تتحدث عن البشر الذين يهلكون انفسهم في البحث ويقعون ويكررون الاخطاء ذاتها ويواصلون الاقتتال بالنيابة عن عدوهم ولا يجدون حلولا عقلانية لمشاكلهم ومازال العنف والقسوة تستهويهم وكانهم بالالف الدموي الثالث قبل الميلاد يكررون حروب فجر السلالات الدموية.
ويرفعون شعارات التغيير الدموية ويجملون صورة الانقلابات العسكرية.
ان العراق يقف الان بين مفترق طرق ستشتد فيه معارك الاخوة الاعداء المهيمنين على العملية السياسية تحت شعارات الاصلاح ومكافحة الفساد وسيطلقون رصاصة الرحمة الاخيرة على نعش التحول الديمقراطي المزعوم والاعلان الرسمي لسقوط دول القانون والانتصار للمجموعات المسلحة التي ستكون دولا داخل هيكل لدولة كان اسمها العراق وستفتح الابواب لتسلق العناصر الانتهازية للسلطة والمواقع المهمة في الحكومة والبرلمان وستنهي وللابد اكذوبة الكفاءات وحكومة التكنوقراط والتي ستكون مجرد أقنعه لمخالب دموية لاتعترف بالفكر والحوار ولاتتقبل الراي الاخر وستحدث عملية استبدال لصوص باخرين اكثر جوعا وشراسة في نهب المال العام وتصفية الخصوم او الذين يترددون في رفع شعاراتهم وتقديس قياداتهم والانخراط في تظاهراتهم والانغماس في طقوسهم والتذلل لحاشيتهم..!