د. هاشم حسن/ بغداد
سالت مؤرخ معروف عن مشكلة الشعب العراقي وهل تكمن فيه ام في قياداته.؟ فاجاب فيه وفيهم وبكليهما.!! الاول مازالت تصلح عليه توصيفات الراحل الكبير علي الوردي منذ سبعة قرون والذي يرى باننا امة نفاق وشقاق وازدواجية وعلى الرغم من كل الجامعات والتاريخ العريق والثروات الهائلة والنتاج الفكري والشعري وسلسلة الثورات والانتفاضات وملايين الشهداء والمغدورين والمغيبين والمهاجرين والمهجرين مازلنا مثل البدو نهيم في الصحراء نبحث عن الكلأ ننتزعه بالدم وبالمذلة والخنوع، وننقاد لاسيادنا مثل الخراف نسيدهم علينا ثم نمل منهم ونخلعهم بالبحث عن قائد جديد او نفعل مثل اقوام الجاهلية الاولى نصنع الهة من التمر الرطب نعبدها ونسجد لها ليلا ونهارا وننحر لها القرابين من الابناء والاحفاد وحين نجوع نلتهمها ونبحث عن الهة اخرى نتذلل اليها ونستجديها القسوة والتحقير وفي ذلك بالتاكيد مرض نفسي خطير يمكن لخبراء السايكلوجيا تفسيره والتعرف على دوافعه ونتائجه.
ويمكن ذلك من خلال تحليل اشارة او شعار وهتاف ابسطه مانكرره مع كل قائد ضرورة نصنعه بنفاقنا ونهتف له بالروح بالدم نفديك يافلان..! هذا هو توصيف الشعب وهذه ليست شتيمة او تجني على التاريخ بل وقائع ندفع فواتيرها من دمنا واعمارنا ومستقبل اجيالنا التي لم تعرف الاندماج والهوية والاستقرار او التمدن بل موجات لمجانين من البدو والمعدان تجتاح اخر ماتبقى من مدن ومدنية بعد ان ادى الزحف لتدمير العاصمة وحواضر العراق كلها ورفعت تلك المدن المستباحة الرايات البيض لتتحول لقرى متخلف تنتمي للقرون المظلمة وازمنة قطاع الطرق. واعلن الانسان الذي لايرفع رايات الولاء الكاذب والمزيف تخليه هن انسانيته او كرامته او القبول بالذبح مثل الخراف.. وربما كنا وسنبقى شعبا منقادا ولانريد ان نعيد تفسير النظريات الجماهيرية، بل نشير للطرف الاخر من المعادلة وهو نوعية القيادات التي اجتاحت البلاد عبر الانقلابات الدموية او الاحتلال والغزو المسلح وبالتاكيد ان اسوء مامر بارض السواد من سلطات جاهلة غبية هو مانراه اليوم من ديمقراطية دموية تسلط الجاهل وتحقر العالم وتكرم اللص والحرامي وتهمش الشريف النزيه وتقرب المزور وتغدق عليه القاب النضال والجهاد.
وهكذا كما قال صاحبنا المؤرخ الخبير بان المشكلة فينا وفيهم، فنحن امة تبحث عن قائد ضرورة يجمل لها الدجل والكسل ويسايرها باحتقار القانون ويحلل لها النفاق والكذب مادام يصغي اليها وهي تهتف له بالروح بالدم نفديك ياهمام ياسيدنا الذي يختصر لنا كل رموز الزمان والمكان.
ويتركنا نهيم في الصحراء مثل البعران فقد انتهت اسطورة النفط وعدنا عربانا وقبائلا تتقاتل على حفنة من الحنطة وننتحر من اجل عنزة ونختال الانبياء من اجل مومس او درجة وظيفية وحفنة دنانير.
وندعي في اشعارنا واعلامنا المزيف الحرية والاصلاح والتغيير..!