نامق عبد ذيب/ العراق
1- سيتا هاكوبيان
دارَ الزمانُ يا سيتا هاكوبيان
والولدُ الذي ربيتِهِ بيديكِ ما عادَ يعرفُ ما يفعلُ
هو حائرٌ بما تساقطَ من خرائطِهِ
حتى المقهى التي اعتادَ الجلوسَ فيها
غرقتْ في قدحِ الشاي
حتى المرايا غائمة
كنتِ تأخذينَ بالأغاني إلى أعالي الحُب
وكنّا نحاولُ الصعودَ علَّ أحدَنا يرى ما لا يراهُ الآخرون
ولكنْ هيهات!
من يستطيعُ الصمودَ في أعالي الأغنية؟
حتى الولدُ الولدُ الولدُ عادَ معنا مهزوماً
يا سيدتي
فالحبُّ شمسُ القَدَر ونحنُ مجرّدُ غيومٍ عابرة
2-أنوار عبد الوهاب
يا أنوار عبد الوهاب
كنتِ تطلُعينَ في التلفزيون وأنتِ تشبهينَ خبزَ أمهاتِنا
وكنّا نحن الذين لا نمتلكُ تلفزيوناتٍ
في بيوتِنا
نتجمّعُ في بيت الحاجّةِ أم عدنان مُتطلِّعينَ لتلك الريشةِ
التي لا تثبتُ على القاع ولا تقبلُ تطيح
فنزعلُ على الحمام
ونغتاظُ من اللقالــق
ولكنّنا حين كنّا نعودُ لبيوتِنا نحاولُ الإمساكَ بها
تلكَ العصيّةِ التي تُرْبِكُ محبوبتَنـا
فنطيرُ مثلَ شياطينَ وراءَها
ووا أسفاهُ يا أنوار
تساقطْنا واحداً بعدَ آخر
وتلكَ الريشةُ تلعبُ بها الريحُ منذُ ألفِ عام
3-بلقيس فالح
حين غنّتْ السيدةُ مائدة نزْهتْ إسألـوه لا تسألـوني كانتْ غاضبةً جـداً
ولكنكِ حينَ غنّيتها كنتِ حزينةً وضعيفةً
مثلَ شجرةٍ عاتبةٍ على عصافير غائبة
ما الذي نقلَ الأغنيةَ من الغضبِ
إلى الحزن
هل هو ما يـمُرُّ بأنهارِنا من عطَش
هل هو انكسارُ قامـاتِـنـا في العواصـف
نحن نعرفُ أيتها السيدةُ المبجلةُ
بأن الأغنيةَ لحظةٌ لا تكرّرُ
مثل وطنٍ منحَهُ اللهُ لنا ..
لكنهم كرّرونا في المنافي
أخذوا الأغاني وتركوا لنا المناحات
كسروا الكمنجاتِ
وشرّدوا النوتـات
سرقوه أيتها السيدة بلقيس فالح..
وَوِلووهْ
عواذلُنا وِلووووهْ
وَلْيَةْ مَخانيث
.
.