- الجيش العراقي الباسل يضيق الخناق على فلول الدواعش
- انتصارات كبيرة والأهالي يستقبلون الفاتحين بفرح غامر
بغداد / بانوراما / علاء الماجد
هذه شهادة نحتاجها للتوثيق.. وللمقارنة بين افعال داعش ومن يؤيدها او يصم اذانه عن افعالها الاجرامية من جهة، والاعمال البطولية التي تقوم بها قواتنا المسلحة وابطال الحشد الشعبي وأبناء العشائر من جهة أخرى، لابد للمتتبع والمنصف ان يعرف حجم الخطر الذي يهدد مستقبل العراق والمنطقة. وهذه الشهادة للتأريخ عسى ان تنفع الناس بعدما طفح الكيل واصبح المجرمون يجدون لهم مئاة التبريرات لعودتهم لحكم البلد ثانية. نحن نحتاج للتذكير بجرائم داعش كل يوم.. وان لا ننسى ضحايانا وشهداؤنا الابرار.
مجموعات إرهابية لاتقيم وزنا للإنسان كمخلوق اكرمه الله واحسن صنعه، وحوشاً بشرية، بلا شرف ولاضمير، ولاأحساس تمتص دماء العراقيين. مجموعة من الدونيين تعلموا وتدربوا في معسكرات تسبح (بسم اللات العصبيات القبلية (لتفتك بضحاياها من العراقيين بشتى أساليب القتل والهمجية.
تدعي هذه العصابات انها تقيم دولة الإسلام وهناك من يؤيدها في الخفاء والعلن ممن ضربت مصالحهم وبانت عوراتهم بعد سقوط (لانظام دولة البعث).
لقد مر الشعب العراقي بعد التغيير في 2003 بمراحل قاسية بسبب ما خلفه الاحتلال من اثار مدمرة، ونتيجة ذلك دفع الشعب العراقي ثمنا باهضا من امنه واستقراره بسبب الارهاب والتخريب والتطرف والطائفية، والتهجير واعمال العنف. وبعد سقوط الموصل بيد العصابات الاجرامية من داعش وبقايا حثالات البعث وهروب فاقدي الشرف العسكري والوطني وتمدد هذا الاخطبوط القذر وتهديده لمساحات أخرى من بلدنا، كان لزاما على الشرفاء درء المخاطروالبدأ بتحرير المدن التي دنسها هذا العدو الهمجي.
وكان يوم الاحد الماضي يوما متميزا في حياة العراقيين، حيث بدأت عمليات تحرير الفلوجة من تنظيم داعش الارهابي، وتقدمت القوات المشتركة الى مشارف المدينة المحاصرة لتحرير العديد من المناطق والقرى في اطراف الفلوجة. مع توفير ممرات امنة للعوائل المحاصرة وتجنب القصف العشوائي للاحياء السكنية وحماية المدنيين. ومنذ ساعة الصفر بدأت عمليات تحرير المدينة المحاصرة. حشود عسكرية كبيرة باشرت بمعركة تحرير الفلوجة، اولى المدن التي يسطير عليها تنظيم داعش منذ اكثر من سنتين.
الاف العوائل المحاصرة تستعد للنزوح ضمن عمليات اخلاء المدينة، وسط منع العوائل الخروج من قبل تنظيم داعش الإرهابي.
وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد اعلن يوم الأحد 22 / 5 / 2016 انطلاق عملية عسكرية طال انتظارها لتحرير مدينة الفلوجة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. وقال العبادي "لقد دقت ساعة تحرير الفلوجة.. واقتربت لحظة الانتصار الحاسم وليس أمام داعش إلا الفرار". وأضاف "نعلن لأبناء شعبنا العزيز أن علم العراق سيرتفع عاليا فوق أرض الفلوجة". في ذات الوقت اعلن ممثل التحالف الدولي بريت ماكغورك، ان “العراقيين سيقاتلون نيابية عن العالم اجمع في الفلوجة”.
وقال في كلمة بالمؤتمر السياسي والعشائري لدعم الفلوجة ان “الارهابيين وعندما اتوا كذبوا علينا وعلى العالم بانهم يمثلون اهالي الانبار واخبروا العالم بانهم جزء من حركة سينضم [السنة] اليهم بالعالم وهو كذب وافتراء”. واضاف ان “الناس في الانبار يحررون مدنهم واهلهم وكما نرى بانها حرب عالمية وعندما يتم القضاء على داعش في مدينتكم فهو النصر الحقيقي وسندعمكم وندعم الحكومة ” مشدداً على ان “الولايات المتحدة لن تحرر مدنكم ولكن ايضا ننشد ونساهم في الاستقرار”. واوضح ماكغورك ان “لمدينة الفلوجة مكانة خاصة في قلوب الامريكيين التي فقدوا فيها ارواح المئات من المواطنين ودماؤنا ممزوجة بدمائكم وسنقف معكم داعمين لكم ولهذا نحن فخورون باننا معكم لانها معركة العالم باجمعه”. وفي الوقت الذي بدأت فيه عمليات انزال وقصف جوي للجيش العراقي على مدينة الفلوجة، معقل تنظيم داعش والواقعة على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة بغداد، اعلن مجلس محافظة الأنبار "أن معركة تحرير الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش ستختلف تماماً عما حدث في عمليات تحرير الرمادي لتقليل حجم الخسائر المادية والحفاظ على سلامة المدنيين". وقال رئيس مجلس محافظة الانبار إن “عملية تحرير مدينة الفلوجة من تنظيم داعش ستكون مختلفة عن العمليات العسكرية التي نفذت لتحرير الرمادي بغية تقليل حجم الخسائر البشرية والمادية في مناطق الفلوجة واخلائهم الى مناطق آمنة”. وأضاف أن “معركة الفلوجة ستكون فيها مشاركة فاعلة لطيران التحالف في قصف اهداف وتجمعات عناصر التنظيم مع استخدام قوات برية عراقية من النخبة لعملية الاقتحام لمناطق المدينة وضمان تأمين سلامة المدنيين فيها". والفلوجة التي بسط تنظيم داعش سيطرته عليها نهاية عام 2013 تعتبر ابرز معاقل التنظيم المسلح، ويتواجد فيها 30 الف مدني يمنع خروجهم الى مناطق حيث اعتبروا رهائن.
وقال محمد الفلوجي، الناشط في حقوق الانسان والمتواجد في مخيم النازحين بعامرية الفلوجة 25 كيلومترا جنوب الفلوجة “نحتاج ان تتفق حكومة بغداد مع واشنطن بتدخل الطيران الحربي الامريكي وقوات النخبة من جنود الفرقة المجوقلة 101 الى جانب قوات الجيش العراقية لتحرير المدينة بطريق لا تؤذي كثيرا حياة المدنيين هناك والمنازل أيضا”.
واوضح ان هذه المدينة “تعرضت لأربع عمليات نزوح منذ 2004 وحتى الان والناس عانوا ويلات هذه الحروب”، مشيرا الى ان عمليات الانزال والقصف الجوي المركز ستجبر عناصر داعش على الهروب دون قتال.
وقطعت قوات الامن العراقية الطرق الخارجية على عناصر التنظيم في الفلوجة من جميع الجهات، ويتوقع متابعون عسكريون بان تكون الفلوجة ضمن اولويات الحكومة المركزية لطرد داعش من مدن الانبار.
وقال المحلل العسكري اللواء الركن المتقاعد اسعد محمد ان” معركة تحرير الفلوجة ستكون البداية لتحرير الموصل لكونها اصبحت معزولة ومحاصرة عسكريا بالإضافة الى انها تعتبر خاصرة بغداد التي لا تفصل بينهما سوى 50 كيلومترا”. واضاف ان “حملة التطوع لابناء الانبار تشكل عزيمة قوية لسرعة تحرير الفلوجة وتنظيف ما تبقى من الرمادي”، لافتا الى ان وجود القوات الامريكية يعتبر اشارة لنهاية عهد الارهاب بالانبار ومدن العراق الاخرى. وقد أعلنت الولايات المتحدة الأميركية مشاركتها وتقديمها المساعدة والدعم للقوات العراقية في عملياتها العسكرية لاستعادة مدينة الفلوجة من سيطرة تنظيم داعش الارهابي فيما تسود مخاوف على أرواح المدنيين المحاصرين الذين يتحصن بهم التنظيم ضد الضربات العسكرية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، مارك تونر في بيان صحفي أن "الطائرات الحربية الأميركية شنت غارات جوية على مواقع تنظيم داعش في الفلوجة، كما تقوم مجموعة من المستشارين الأميركيين بتقديم الآراء والاستشارات للقوات العراقية لدعم جهودها لاستعادة المدينة".
وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها على مصير المدنيين داخل مدينة الفلوجة، مع احتدام القتال في أطرافها. كما أعربت مساعدة ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق ليلى جين ناصيف، عن قلقها إزاء سلامة نحو عشرة آلاف أسرة لم تتمكن من مغادرة مدينة الفلوجة، وهي الآن في وضع محفوف بالمخاطر للغاية على حد تعبيرها. ويطلق تنظيم داعش الإرهابي فرق الموت في شوارع الفلوجة بالتزامن مع اقتراب قوات الجيش العراقي منها ليقوموا بتنفيذ عمليات إعدام بحق كل شخص يحاول الفرار أو الاستسلام. فيما تواصل القوات العراقية مطالبة العائلات بمغادرة المدينة.
"بانورامـا"
استطلعت اراء بعض الشخصيات حول هذا الحدث الكبير:
الكاتبة والإعلامية رفيف الفارس:
حين أصبحتُ في سنِّ جدّي ونظرتُ لمجدِ العراقْ صرتُ أدري لماذا دمُ ألفِ شهيدٍ لسعفةِ نخلٍ يُراقْ.. الاعز من الهواء وطننا الذي نحلم به والذي اصبح جرحه غائرا مؤلما في ارواحنا المتعبة من طول الانتظار.. فكل بادرة امل هي بمثابة ضماد لهذا الجرح.. وان كان الامل مكسورا الا انه يبقى املا نتمسك به.. كل عراقي ينتظر اللحظة التي تتحرر فيها اراضي الوطن من الاعداء. تلك الكائنات التي لا أسمي، وستتحرر بسواعد العراقيين وسننتصر للخير، ويجب علينا في هذا الوقت الحرج والدقيق ان لا نسمع للاصوات النشاز التي تنادي وبخطاب محموم للطائفية وتشتيت الوحدة الوطنية تلك الاصوات التي تقلل من قيمة التضحيات وتتصيد الفرصة لزرع فتيل الفتنة والكره والتعصب، يجب ان لا ننسى ان ما اوصلنا الى هذا الحال هي نفس الاصوات التي تعنتت بطائفيتها وشقت وحدة الصف وجعلت ارض العراق لقمة سائغة لكل مطمع.
لا يجب ان نشكك بنوايا الخير.. فالجيش الذي يبذل ارواحه في سبيل تحرير الوطن لا ننتظر له ان يخطئ منه فرد او يزل اخر..
وابناء العشائر الذين تحملوا الويلات وخاطروا وخسروا بيتهم وارضهم لا يمكن ان ننظر لهم بعين الريبة، هدفنا واحد ومستقبلنا واحد ومصيرنا واحد. ومصيرنا ليس هو مصير المروجين للطائفية والمشككين بنوايا المقاتلين والاهالي وكل من يذود عن حرمة الوطن.المشككين هم من سمح لهذا العدو بولوج ارض الوطن.. الظلم والتشكيك والتناحر الطائفي والمذهبي هو الذي اوصلنا الى هذه النقطة الحرجة من تاريخ العراق والتي سنتجاوزها بهمة الابطال ابناء وطننا. وليتنا نتعلم الدرس الصعب والمرير ولا نكرر خطأ الانصات الى الاصوات النشاز والتي لا ترى الا السلبيات وتترك كل ما هو خير وحق.
الكاتب عبد الرضا الخياط:
معركة الفلوجة معركة وجود وشرف للعراق وللعراقيين أجمع. ولايمكن التقليل من أهميتها،؛ كونها تقطع الطريق على قوى الشر والظلام التي تحاول تمزيق وحدة العراق العظيم. واليوم نقف أجلالا لجميع تشكيلات الجيش العراقي وقوى الحشد الشعبي والعشائر. وإن شاء الله النصر قريب. ان تحرير مدينة الفلوجة والتي هي قطع من روح العراق؛ تشكل اهمية كبرى في القضاء على الارهاب والدواعش الذين اشاعوا الخراب والدمار في البلاد.
ولاننسى انها باتت ومنذ أكثر من سنتين قاعدة للدواعش ومعقل للارهاب.. وبالنهاية يشكل تحرير الفلوجة من الدواعش وعودتها الى احضان العراق ستراتيجيا بوابة لتحرير الموصل والقضاء على الارهاب برمته من كافة مناطق العراق.
اللواء الطبيب سعد الصالحي:
أحببتها كالفاو بعد الآف الشهداء. وفرحة بالغة للفلوجة وهي بحضن العراق من جديد. فرحة الفلوجة كفرحة الفاو.. ولا أجيد أكثر. فأنا محتفل حتى هذه الساعة بها. والله لا أكتمك فرحي وسعادتي ولكنني في هذه المواقف أتمنى جسدي على أرض الفلوجة والفاو ولا أتمنى كلماتي. هل من متسع أقل بعد هذه الحروف يا أخي؟
الطالبة الجامعية رضاب فرات:
تعتبر معركة تحرير الفلوجة من اهم المعارك التي يخوضها الجيش العراقي باعتبار الفلوجة اصبحت وكرا ومقرا لداعش لهذا تعتبر عملية تحريرها جداً مهمة. وهي الخطوة التي تسبق تحرير الموصل فعند هزيمة داعش من الفلوجة ستضعف كل قواه وتصبح الموصل سهلة المنال بيد جيشنا الباسل.
الاعلامي طارق الاعسم
تعد الفلوجة نحدٍ استراتيجي عسكري ونفسي كبير للجيش العراقي لاكثر من عقد من عمر التغيير بسبب وضعها الجغرافي الخطير فهي قضاء يفع على عقدة شبكة خطوط تقل دولية، ولها حدود مع اربعة محافظات وهي الاقرب للعاصمة، وهي تابعة لمحافظة لها حدود مع ستة محافظات وثلاثة دول افليمية، لذا كانت نموذجية لمرونة تحرك القيادات الارهابية بالاضافة لكونها من اهم الحواضن التي تناوبت عليها التنظيمات الارهابية ولم تخضع لسيطرة الحكومة النركزية اطلاقاًً.لكل تلك الاسباب فان معركة الفلوجة هي نحد كبير والنصر فيها مهم وقاصم لظهر الارهاب.