د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
تعد امانة بغداد وخدماتها وواجباتها من اهم مؤسسات الدولة التي يتوقف عليها جمال وبهاء عاصمتنا بل عراقنا كله بعيون اهلها والعالم، وهي بعبارة اخري نريدها شابة جميلة وجذابة لا تشيخ قبل اوانها او تظهر كئيبة بائسة يائسة دون اقرانها تشكو اهلها الى الله لإهمالها والتجاوز على محرماتها من الابناء الجهلة قبل الغرباء الغزاة الذين حكموها او تولوا ادارة شؤونها وهم لا ينتمون لتمدنها. نسال السيدة أمينة بغداد بل عمدتها السؤال الذي يتكرر على السنة الملايين من ابناء الاحياء التي كانت راقية واوشكت ان تتحول لعشوائيات، ويتردد كذلك في وجدان المناطق الفقيرة الغارقة بالنفايات والمياه الاسنة والاسواق الفوضوية التي تشاطر الاحزمة والمفخخات قتل الناس فالفساد والارهاب ملف واحد بوجهين يقول السؤال هل تعلم الامينة حجم الفوضى والتجاوزات في البناء والاستحواذ على الأرصفة والتصرفات الكيفية على شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب بدون اجازات او موافقات او غرامات تضع حدا للتجاوزات وتثري ايرادات الامانة وبلدياتها من خلال شركات القطع والمتاجرة بالعقارات وتعقيب المعاملات مما رفع الاسعار واساء لجماليات المدن وخدماتها ووضعها الاجتماعي فظهرت شقق في عمارات سكنية وسط الاحياء مخالفة لأبسط قواعد البناء وامام انظار البلديات لا تزيد مساحة الشقة على الخمسين مترا وابتلعت الرصيف وخنقت حركة المرور ودمرت المساحات الخضر.
وخلقت طبقة من الاثرياء الجهلة جمعوا ثروتهم بتشويه العاصمة ونشر ثقافة القطع والتقاطع مع القانون دون الخضوع لضرائب او غرامات على التجاوزات..!
ولا يتسع المقال للحديث عن غياب فرق التفتيش بل تواطؤها مع المخالفين واتساع جبال النفايات والتجاوز على التخطيط الحضري للعاصمة وانتشار استثمارات سياحية فاسدة لا ذوق في البناء ول فائدة مرجوة منها للمجتمع وقيام مافيات تحت مختلف التسميات بالاستحواذ على املاك الدولة باسم الوطنية او الدين.
وهل قامت الامينة في جولة في عاصمتها العشوائية ورصدت حجم التجاوزات على ابسط قوانين البيئة والتلوث وكيف اتسع نفوذ المافيات لابتلاع اجمل الاماكن التي كانت تشكل جمالية فارقة في بغداد ومنها مشاتل شارع فلسطين وقيام البعض بتحويل هذه الجنات الخضر لمساجد وحسينيات وكافتريات او مسيجات ومنتجعات خاصة.. وللأسف ان الامانة بدأت تضيق الخناق على هذه الواحات التي تغري الناس بحب الزهور والنبات والاهتمام بالحدائق وبدات تطالب اصحابها بأجور عالية لا تنسجم مع طبيعتها بل تخالف القانون رقم 21 لسنة 2013 الذي يوصي بتجديد العقد واضافة 10% فقط فاللجوء للمزايدة يعني فتح الابواب للديناصورات بدلا من تشجيع هذه الشريحة التي تشجع الجمال وتوظف العشرات من العمال والمهندسين وتجمل عاصمتنا لتوفر الجهد على الامانة والامينة، فليس من المنطقي ان نطبق سياسة زيادة الموارد على هذه الاماكن بل المطلوب دعمها وتشجيعها وملاحقة المتجاوزين على قوانين الامانة.
دعوة لرعاية وحماية هذه الاماكن وانصاف اصحابها وقطع الطريق على مافيات الاستحواذ فنجاحها تنشيط للحركة الخضراء وانتاج النباتات والزهور بدلا من هدر الملايين لاستيرادها من الشرق والغرب.
وللحديث بقية