نامق عبد ذيب/ العراق
أخذتني الدروب
ها أنذا أسيرُ وحيداً
رفيقايَ لا يتَّئدان
لا يستمعانِ لما تقولُهُ الأشجارُ للعابر
هما وحيدانِ مثلي
يثرثرانِ عن الصدأ
وأنا أسيرُ على مهلٍ
كالسائر في حُلمِهِ
هما بعيدان جداً
وأنا قريبٌ من شجرةٍ ترافقُ الروحَ
منفاي باردٌ، وقلبي سعير
أقولُ لها فتنفضُ ورقَها الأخضرَ
فوق ما يتكوّنُ في الصدرِ من عَبَرات
هذه المدينةُ الغريبةُ ترمي بلغتي
إلى سلّةِ المُهملات
ولكنّها حين تتصلُ بالسماء
ترفعُها إلى أعلى من منارةٍ عثمانية
أنا الآن مجرّدُ خيالٍ عابر
ينتبهُ لي جدارُ مسجدٍ قديم
وقامةُ مئذنةٍ عالية أنثرُ في الدروب
التي أمرُّ بها زهرةَ العقل
بينما الحدائقُ تهلِّلُ
ورفيقايَ يُسرعانِ مثرثرَينِ
عن الصدأ في الجدار الغريب