د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
تتعدد وتتنوع وتتطور مظاهر الخروج على القانون في مشهدنا اليومي، وابطال ذلك ما نسميهم كبار المسؤولين في الحكومة والبرلمان وصغار الطلاب الذين يستعينون بالمسلحين لاجتياز الامتحان بأعلى الدرجات والتسلق للجامعات لأخذ اماكن غيرهم بدون استحقاق ليعم الخراب وترتسم صورة بشعة لمستقبل البلاد.
للسنة الثالثة تستقبل جامعة بغداد الاف من طلبة الاعداديات لأداء امتحان البكلوريا السادس الاعدادي بدلا من القاعات الدراسية في مدارسهم في احيائهم السكنية، ويجري ذلك تأكيدا واعترافا من الحكومة بعدم قدرتها لحماية تلك المراكز الامتحانية من المليشيات المسلحة التي تسيطر على تلك المراكز لإتاحة الغش الجماعي بقوة السلاح رغم انف القانون والمراقبين والشرطة المدججة بالسلاح دون فعالية او قدرة على اعتراض بل هي مؤيدة وموالية تعاطفا مع الغشاشين..!
وحدث وان تم الاستيلاء على مئات المراكز من مجموعات مسلحة معروفة لم تتعرض لمجرد سؤال بل اتخذت تدابير لإعادة الامتحان وتضرر الابرياء وتسرب الالاف للجامعات والدليل المستوى المعرفي المتدني والانحلال التربوي المخيف.
وزاد من الطين بلة كما يقولون عمليات الغش البارد من خلال المدارس الخاصة المشكلة طائفيا وبعد ذلك الجامعات الاهلية غير المنضبطة والتي مارست التدريس بدون اجازات وتبحث لها وزارة التعليم عن حلول لمخالفتها القانون.
ويتعقد المشهد حين تمارس لوبيات الغش والفشل ضغوطها على الجامعات في اجبارها في التوسع في الدراسات العليا في اطار سياسة المكرمات والدور الثالث والاستثناءات العجيبة وبعد كل ذلك نجد من يتحدث عن الرصانة والجودة والجامعات المنتجة للعلم والابتكار.
نعم هنالك ابداعات وطلبة مجتهدين ومبدعين لكن هشاشة التعليمات تسمح للفاشل والغشاش والمزور التفوق ومن ثم الحصول على وظيفة وتحاصر المبدع بالإهمال والحرمان من الوظيفة لأنه لا يحمل شهادة مزورة وتأييد اعتراف من لوبيات الاحزاب والفساد.
ان الحل ان يطيق القانون وهذا لن يحدث بوجود المحاصصة وبقاء فيالق فاسدة في الاجهزة المعنية بتطبيق القانون بدون خوف من الاحزاب او سطوة العشائر والمليشيات المنفلتة.
حين تنجح المدارس من اداء الامتحان بدون تدخل او تهديد نقول اننا بخير بعد التأكد من سلامة تصحيح الدفاتر وامانة عد الدرجات وعدم تسرب اسئلة الامتحانات الكترونيا كما يمارسه ابناء الفقراء ولاسلكيا لأبناء المتنفذين باسم الوطن والدين والديمقراطية. حين ننجح بتطبيق القانون بوعي الناس او بالآليات الاخرى وبحزم حينها نستطيع ان نقول اننا حاصرنا الفساد مثلما تحاصر قواتنا البطلة عصابات داعش في الفلوجة نعم نحتاج معارك وحروب لتطبيق القانون لتحقيق العدالة وبدون ذلك فان خراب دواعش الفساد اكثر خطورة من دواعش الارهاب..!