د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
يبدو التساؤل الوارد في عنوان المقال غريبا او مبالغ فيه يحسبه البعض تأييدا لمروجي نظرية المؤامرة، ويظن البعض الاخر ان السؤال غير منطقي لعدم ايمانه بوجود هوية عراقية مشتركة واضحة المعالم وهذا الظن يبطل تهمة الاغتيال وعدم جدوى البحث عن الجاني..!
لاختصار فكرة المقال لا نريد ان ندخل في جدال عقيم، ونقول ان العراق دولة تأسست عام 1921 رسميا ولها جذور تمتد لآلاف السنين قبل الميلاد، لكن هذه الدولة الفتية تعرضت لأسباب متعددة يعرف تفاصيلها اساتذة التاريخ وفلسفة الحضارة لتحديات عنيفة حاولت بشتى الطرق لمنع ظهور دولة متمدنة غنية وعريقة التاريخ وعندما فشلت المؤامرات الخارجية وحملات الغزو بجيوش الدولة العثمانية والفارسية والمغولية والبريطانية والامريكية دخلنا في دوامة الانقلابات العسكرية حتى وصلنا لأخطر مراحل تمزيق الهوية وتقسيم الدولة حين اسس الغزو الامريكي لفكرة المحاصصة القومية والطائفية وفتح الأبواب باليات ديمقراطية الشكل للجهلة واللصوص للاستيلاء على قمة الهرم السياسي والاقتصادي والثقافي نتج عن صراعاتهم وفسادهم خراب شامل للبنية التحتية في المجالات كافة وتأصيل للهويات الفرعية التي تدفع باتجاه تأجيج الحروب الاهلية والصراعات الدامية وتنهي اخر ما تبقى من مشتركات لهوية ودولة عراقية تمتلك كل المقومات التي تحسدها دول يشار لرفاهيتها واستقرارها بالبنان، نحن دولة مزقتها وقتلت ابنائها وشردتهم وضيعت ثرواتها ودمرت اثار حضارتها وعريق تراثها واذلت كرامة مواطنها واسقطت هيبة دولتها اساليب الجيل الرابع من الحروب الهادف لتمزيق الاوطان من خلال تداعيات الدولة الفاشلة التي تنتج عن الارهاب والفساد وتولي الجهلة وتحكمهم بمصير البلاد والعباد وصراعهم على حصصهم من المناصب تحت شعارات الدين وتمثيل المكونات واستحقاق الانتخابات..
وهنا نسال اين دور النخب ونعلم انها مهمشة ومسحوقة بتثقيف الناس عن معنى دولة المواطنة التي اقرتها الثورة الفرنسية قبل 227 عاما وعمقت مفهوما اوربا واميركا ودول نامية في عالمنا الثالث وهل اطلع الجيل الغاضب المطالب بحقوقه المشروعة بالإصلاح على المفهوم الحديث للوطن والمواطنة وامتلك مشروعا اصلاحيا يعزز الهوية العراقية واقعيا وليس بالشعارات والخطب بل بالقوانين والتعامل اليومي بين المواطنين بدون تهديد او سلاح ام انه يريد ان يفرض أنموذجا عقائديا يقسمنا اكثر مما نحن فيه الان...؟ نعم هنالك وطن وهنالك مؤامرة دولية واقليمية اخطر ما فيها تنفيذها بعقول وايدي عراقية..
فهي تصور الحرب على داعش بانها حرب الشيعة على السنة ولهذا تعالت الاصوات لنجدة داعش المنهارة في الفلوجة وجمع التبرعات وارسال المعونات الحربية لإنقاذها .. وتصوير هذه الحرب بانها ايرانية خليجية وهذه سياسة خبيثة تهدف لمنع المصالحة بعد القضاء على داعش واستمرار الصراعات وما ينتج عنها من ضحايا وخراب لاقتصاد العراق ورفاهية لاقتصاديات الاقليم والعالم..
نعم انها مؤامرة لتمزيق دولتها وضياع هويتنا واسفي ان ابطالها من ابناء جلدتنا من المتطرفين وتجار الحروب انهم اخوة يوسف بل اكثر حقارة منهم وسيفضحهم الله بعد حين عندما يعود البصر والبصيرة للعراقيين الذين اصابتهم الضبابية وعمى الالوان بسبب الخطابات التضليلية للسياسيين والمتاجرين بالوطنية والدين والمدنية ايضا.. نحن نحلم بعراق واحد وبمواطن يتساوى مع مواطنيه بالحقوق والواجبات والحكم دستور ناضج وقانون ينفذ بحزم وعلى الجميع الحاكم والمحكوم.