رعد اليوسف/ الدنمارك
دعوني انا أمه.. اريد ان اشمه.. اعرف رائحته وان كانت جثته متفحمة!!
كانت تريد ان تقتحم النيران، وتتجول بين الجثث.. قلبها متصدع..وقواها مستنفرة.. وعقلها طاش وغاب!..
انها ام كرادية مفجوعة، اطلق فزع الموت العنان لساقيها، لتجد نفسها في منطقة التفجير.. قلب الحرة لا يخون.. وقلبها بعث لها اشارة صادقة بأن ابنها.. أملها التهمته نيران الحقد..نيران السلطة المتعفنة!! والدواعش وحوش العصر. صورة واحدة من صور المأساة، الموشحة بالشجن.. والمعلنة عن الاستمرار في دفع ضرائب الدم..!! الضرائب دائما تجبى بعد تحقيق المنفعة والفائدة.. ترى ماذا جنت هذه الام الثكلى، وشعب العراق، من فائدة او منفعة على يد العبادى والمالكي وغيرهما.. لتقدم ولدها قربانا لذلك؟!! مشاهد المأساة الكرادية، تتطلب وضع العمامة واللثام عن الوجوه.. وازاحة الاكمام عن الافواه.. وكسر القيود عن الاقلام.. بل اعلان العصيان العام.. واعلان طوارىء حكومة الشعب.. حكومة الشارع الوطني.. لا طوارىء حكومة النهب والقتل والولاء للخارج. بلد حكومته مرفوضة شعبيا.. وساقطة في كل المعايير.. ورموز سياسية قاءها الزمن الردىء لتجد نفسها جالسة في غفلة على كرسي الحكم!!
نعم نحن نموت، وكفانا قبولا بموت الغدر والاغتيال والذبح كالنعاج بسكاكين السياسيين وخططهم الامنية الفاشلة، بل المتواطئة احيانا مع دواعش التفجير!
ثلاثة عشرة سنة.. ومقصلة قتل الشعب منصوبة، كأنها نار جهنم التي لا تعرف الشبع وتبحث عن المزيد!.. والخضراء محصنة بسلاح المحتلين والخونه.. وكلما اقترب الشعب من احكام ربط حبال المشانق على رقاب الفاسدين تداعت القوات الامريكية اللعينة لتنقذهم.. فتصدر الاوامر بالتوقف؟! الا لعنة الله على المرجعيات السياسية للاحزاب.. وبعض المرجعيات الدينية التي تضع عمامة الفساد على رؤوسها العفنة لتخدع بها الشعب الطيب.. لا اشراف بينهم اليوم.. ولا احد قلبه على الوطن.. قلوبهم على جيوبهم والسرقات وهدم العراق وقتل شعبه. ماذا نترجى من احزاب دينية سياسية، تفرض (الخاوه) على كل (هزة نهد أو فخذ) لراقصات ملاهي الكرادة، وضريبة مماثلة على كل كأس (خمر) يحتسى في ليالي بغداد!! والكراديون صاروا يتندرون بعدد كبير من هذه القصص التي تنسج خيوطها في بيوت دعارة السياسيين، اذ لم يعد شيئا مخفيا على الناس! الثورة من مدخرات المظلومين والمحرومين والثكالى والايتام.. ومن حق الشهداء على الاموات.. ولا توجد فترة قاسية اكثر من التي يمر بها شعب العراق الان، ليستخدم هذه المدخرات.. الثورة.. معلقا رموز السلطات الثلاث، بل كل السلطات على اعمدة الحق والعدالة.ذكرني مشهد هروب العبادي من جماهير الغضب الكرادي وهو يتقي الاحذية وحجارة سجيل، بنوري السعيد رحمه الله، وراح خيالي يكشف لي عن صور حالته واقرانه، بدون ستر، يسحلون في شوارع الكرادة وبغداد.. كما فعل شعب العراق بالامس.. وللتاريخ عودة وربما تكون اقسى.. وهنيئا لمن يفهم الدرس.
التجاسر الحكومي والاستهتار بمقدرات الجميع، اتاح الان للشعب فرصة عظيمة، للانتفاضة والثورة، خاصة وان الشعب ادرك، ان هذه الحكومة ومن جاء على دبابات الامريكان، لا تمثل الا المحتل في كل التفاصيل.. وان ثلاثة عشرة سنة كانت كافية حتى للمخدوعين ببريق المرجعيات الدينية السياسية لكي يفيقوا لمشاهدة الفساد المعمم!!المرجعية الدينية في النجف الاشرف، مطالبة الان بالتدخل لانقاذ الشعب من الموت.. خاصة وان البعض اصبح لا يتوانى عن اعلان نواياه واشهار قرار مصادرة تأسيس الحشد الشعبي الذي دعت اليه المرجعية.. وسيتجرأ هؤلاء اكثر اذا ما التزمت المرجعية الصمت ليحولوها الى هيكل فارغ.بعد حين بسيط.. ستجد المرجعية نفسها، معزولة عن الشعب، بارادة فاعل، الشعب الذي كان ينتظر منها القرار.. قرار انقاذه أو الاشارة اليه ليتصرف.
الشعب جاهز للاقتحام، واخذهم اخذ عزيز مقتدر.. كما فعل في البرلمان ومجلس الوزراء.. والامل معقود مع الشعب على الحشد الشعبي والاشراف في الجيش والقوات المسلحة..وسوف لن يطول انتظار يوم الثورة والاقتحام.. وساعتها لا تنفع مرجعية.. ولا حكيم!!!