نورالدين مدني/ سيدني
هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها مؤكداً أن الجرائم الإرهابية إنما تستهدف المسلمين أكثر من غيرهم وأن الحرب على الإرهاب أضرت ببلادنا وشعوبنا‘ حتى قلت ذات مرة أن الحرب على الإرهاب أكذوبة كبرى.
قلت ذلك منذ أن بدأت الحرب الإستباقية التي قادتها الولايات المتحدة الامريكية في ردة فعل إنفعالية على تفجيرات ١١ سبتمبر 2001 م‘ لم تحقق أهدافها بل دمرت البلاد التي استهدفتها ومازالت الحروب المحمولة جواً تدمر ما تبقى.
ليس من اهدافنا التشكيك في جدوى التحالفات القائمة بمختلف مسمياتها وتكويناتها المحلية والإقليمية والدولية بقدر ما نريد توضيح بعض الحقائق المؤسفة التي حصدتها بلادنا وشعوبنا نتيجة لهذه الجرائم الإرهابية المؤسفة التي تتصدر نشرات الأخبار بلا طائل.
لانعرف ولا نكاد نصدق أن هذه الحروب التي طال أمدها بكل الدعم الإقليمي والدولي عاجزة عن القضاء على بعض الجماعات الإرهابية التي مازالت تفاجئ العالم بقدرتها على إختراق كل الحواجز الأمنية والإحتياطات المشددة في كثير من بقاع العالم!!.
كل يوم يهل علينا يؤكد أن هذه الجماعات الإرهابية المدعومة إقليمياً ودولياً قادرة على إلحاق الضرر والدمار والموت المجاني لمواطنينا الأبرياء خاصة في عالمنا العربي والإسلامي‘ ولعل الجريمة الإرهابية البشعة التي حدثت في الكرادة بالعراق تؤكد ما ذهبت إليه.. فقد راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى.
للأسف بعد كل هذا تتصاعد بعض أصوات العنصريين المعادية للإسلام والمسلمين دون أن تفرق بين أفعال إجرامية لمجموعات محدودة من الغلاة والإنكفائيين وبين دين الرحمة المسداة للعالمين.
نحن لانكتفي برفع رايات الشجب والإستنكار للأعمال الإرهابية الدخيلة على الأديان السماوية‘ وإنما نسعى بذات المنهج الرباني الذي حضنا على الدعوة بالتي أحسن للتي هي أقوم بين الشعوب والقبائل التي خلقها الله سبحانه وتعالى لإعمار الدنيا وليس إلى تخريبها بعيداً عن الكيد السياسي والعنصرية البغيضة.