د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
ينبغي ان لا نتوقف بتقديم الشكر للفريق العراقي الذي نجح في وضع بعضا من هم اثارنا واهوارنا على لائحة التراث العالمي في الاجتماع الاخير لليونسكو المنعقد في اسطنبول والذي تزامن مع الانقلاب العسكري المريب على اوردغان والاجراءات المطلوبة بعد هذا القرار اكثر خطورة سنشير للأكثر ضرورة منها.
ان ادراج اثارنا واهوارنا على لائحة التراث الانساني سيمنحها الحماية الدولية ويفتح لها ابواب الاستثمار السياحي المربح وفرص التعريف الثقافي عالميا وحمايتها من المخاطر وفي مقدمتها حصة اهوارنا من المياه التي تتحكم بها تركيا، اما الواجبات والمسؤوليات الاكثر اهمية والمطلوبة من الجهات الرسمية والشعبية والنخب المتخصصة في التراث والبيئة والترويج والتسويق السياحي والاعلامي فتتمثل اولا في استعادة معالم البيئة الاصلية للأهوار ورفع التجاوزات الدخيلة على البيئة الاصلية مثل البناء بالطابوق والصفيح ومخلفات المعادن واحياء مساكن البردي وبيوت القصب والمشاحيف ومنع الصيد الجائر للأسماك والحيوانات وانشاء سدود لخزن حصص مائية لتغذية المنطقة واقامة متاحف عن تلك البيئة وتاريخها تدهش الزائر وتقدم له خلاصات مضيئة ومعبرة عن تاريخنا العريق.
الجانب الاخر والذي يحتاج في ظل الفساد والمحاصصة وتسلط الاجهزة البيروقراطية لجهود شبه مستحيلة في سبيل احداث نقلة نوعية في ايجاد منظومة امنية لاتخترق تؤمن حماية السائحين وتنظيم جولاتهم بطرق مدروسة في مناطق للأسف مازالت ساحة لعصابات الجريمة المنظمة وتقاتل العشائر و بمختلف انواع الاسلحة وعجز السلطات لإيقافهم وتثقيفهم مع غياب لأبسط انواع الخدمات وعدم تدريب مرشدين للسياحة رغم تعدد المعاهد وتخرج الالاف لأننا لم نفقه اهمية هذه الصناعة فقد افسدنا الريع النفطي حين كانت عائداته مغرية وجعلتنا لا ننتبه لأهمية توظيف الاثار والتراث والمعالم السياحة في صناعة تدر علينا من الموارد ما يعوضنا عن النفط واهتزازاته ومخاطره.
باختصار وبدون كثر الكلام نحتاج لخطة استراتيجية حقيقية واقعية يضعها الخبراء وليس المتطفلين لأحداث نقلة نوعية تجعل من اهوارنا فينيسيا الشرق ومنتجعات لا تقل شأنا عن نظيراتها في العالم، وتتحول اثار اور لمزارات وارض حج لكل اجناس البشر، وهذا الامر يحتاج لاستشارات واستثمارات شركات عالمية وطرق عرض مبهرة وخدمات ومحميات طبيعية خلابة وفعاليات ومسابقات مبتكرة تعجز اللجان البرلمانية المتحزبة و الادارات ومجالس المحافظات بتشكيلاتها الحالية من القيام بهذه المهمة لافتقادها للرؤى والتصورات العصرية وانحيازها لممارسات وتقاليد لا تحترم السياحة ولا تتعاطى مع الثقافة...!