د. غيـلان / سيدني
مساء الأحد الفائت كان مميزاً وسر تميزه هو ظهور الجواهري في سدني من خلال احتفالية حملت اسمه، قام بها منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي والذي دأب على القيام بنشاطات ثقافية وعلمية تتسم غالباً بالنوعية، والجهد المبذول في الاحتفالية الأخيرة كان واضحاً من خلال التنظيم والأعداد رغم عدم تناسب البرنامج بتفاصيله وحجم المشاركين فيه مع هكذا احتفالية مخصصة لشاعر كالجواهري الكبير، مثل هذه الجهود النوعية للمنتدى تحتاج إلى دعم الجالية العراقية والتي تورق شجيرات هذا المنتدى بأسمها وأملنا كبير بهذا الشأن بعد أن يئس القائمون على المنتدى من دعم الجهات الرسمية فالعراقية مشغولة بالفساد الممتد من صانع الشاي إلى الوزير والسفارات جعلت من التقشف شماعة تعلق عليها الاعتذار وكأنها قبل التقشف كانت الحارسة المصونة للأبداع،!
والطرف الأسترالي يحتاج إلى إدراك القيمة الفعلية لمثل هكذا نشاطات وهذا يحتاج إلى تفرغ الكادر المتخصص في المنتدى.
الجهد الجميل طرزه حضور متميز وملون تم ضخ التفاعل فيه بالقصائد وبأغان عراقية من أعماق بغداد تلك المطبوعة في أعماقنا، وكم نتمنى لهذه الفرقة من الفنانين والمطربين الشباب أن تتوسع لتشمل كل المواهب العراقية كُردية وتركمانية، كلدو آشورية ومن ذاك الجنوب الحزين ايضاً، فتكون خلفية فنية رائعة تسقي الانتماء الوطني من نهر الأصالة العراقية الفريد وحزنها الذي رافق سؤاله الوجود.
المهندسة مي زهير وكما عودتنا في كل تجمع وطني ترتدي زياً توشح بتفاصيل العراق رأيتها في المرة السابقة وفي الوقفة التضامنية مع الكرادة وهي تتوشح بخيوط جمعتها ألوان العلم العراقي وفي هذه الاحتفالية توشحت بقصيدة الجواهري:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلهة الطعام
حضور القائم بالأعمال العراقي تميز هذه المرة بانفتاحه على الجميع وتعامله الرحب مع الحضور وانسجامه مع سيد الاحتفالية الجواهري الكبير الذي ينتصب شامخاً في كردستان والتي نثر على حقولها وجبالها أبهى القصائد فأرتفع يردده طلبة المدارس إلى جانب الشعراء الكُرد عبدالله كوران وشيركو بيكس.
في مثل هذه الاحتفالية لا يمكن السماح للنفر الطاريء والذي لا يتوانى عن توزيع التهم على الناس جزافاً كما يوزع التعاويذ لصناعة الحب والكراهية ومثل هذه الأمور لا تمشي في بلد كأستراليا بنيت بشرف العمل وأنجز شعبها هذا البناء الرائع، فكيف إذا تجاوز هذا الطاريء الحدود وصار يتهم الضحايا وجراح الضحايا فمُ كما يقول الجواهري الكبير.
أخي جعفر
أتَعْلَمُ أمْ أنتَ لا تَعْلَمُ بأنَّ جِراحَ الضحايا فمُ
فَمٌّ ليس كالمَدعي قولةً وليس كآخَرَ يَسترحِم
يصيحُ على المُدْقِعينَ الجياع أريقوا دماءكُمُ تُطعَموا
ويهْتِفُ بالنَّفَر المُهطِعين أهينِوا لِئامكمُ تُكْرمَوا
أتعلَمُ أنَّ رِقابَ الطُغاة أثقَلَها الغُنْمُ والمأثَم..