د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
يضطر الباحث الاكاديمي والكاتب الصحفي والمواطن العادي ان يقارن مابين الاحداث وتقلبات الاحوال وما يعبر عنها من شعارات ومصطلحات وتسميات وبالامس هتف عراقي مفجوع عبر احدى الفضائيات لقد اهلكتنا ام المعارك الدكتاتورية لكن ام المهازل الديمقراطية سحقتنا وسيدت علينا الحثالات والفقاعات.
يقصد الرجل لما جرى من حروب مدمرة في زمن النظام السابق اهلكت الزرع والضرع والانسان واخرها ما اسماه (ام المعارك) التي انتهت بالغزو الامريكي للعراق وهروب اللصوص خارج البلاد بماتبقى من ثرواته واصبحوا الان شركاء مع لصوص العملية السياسية، وظن الناس ان اميركا جاءتنا بالديمقراطية والعدالة والتنمية والامن والاستقرار وبقيادات تعرف الله وتحكم بين الناس بضمير النزاهة والاخلاق ولاتفرط بشير واحد من ارض ومياه العراق ولاتضيع او تهدر دينارا واحدا من المال العام وستضع الانسان المناسب في المكان المناسب استنادا لمعايير الكفاءة وقدرة الاداء وليس الولاء الطائفي والعشائري والمحاصصة السياسية، لكن تجربة السنوات الماضية اكدت وبالوثائق وبما لايقبل الشك او التكهن بان الطبقة السياسية دمرت البلاد واذلت العباد ونهبت الثروات واستحوذت على كل شىء وتقاسمت الرئاسات والوزارات والهيئات والسفارات وهمشت العراقيين كافة ووفرت للتافهين والمزورين والفاسدين المناصب والمكاسب واعلنت الحرب على الشعب وطبقاته المثقفة واشاعت ثقافة الولاءات الثانوية واعادتنا للحروب العشائرية كما يحدث الان بين اطراف النزاع الاخير بين وزير الدفاع والمتهمين في الفساد في البرلمان.
يحدث ذلك وبهذه البشاعة السافرة ونحن في العقد الثاني من الالفية الثالثة عصر التكنلوجيا والتعددية الثقافية ونتحدث عن الدستور والديمقراطية وحكومة التكنوقراط وحركة الاصلاح والوحدة الوطنية..
صدق استاذنا الراحل علي الوردي الذي شخص طبيعة الشخصية العراقية ووصفها ومن يحكمها بامثال شعبية نلمس مصداقيتها اليوم مثل ( افندي وعكالة بجيبه) و(افلاطوني المظهر ملا عليوي الجوهر) وهذا الامر ينطبق على الجميع والقول على ذمة النائب مشعان الجبوري الذي قال كلنا لصوص ومرتشين (الافندية والمعكلين والمعممين) بدون استثناء وتضاف اليهم صفات اخرى الاختلاس والغباء والعمالة والاستثناءات قليلة وتحتاج ان تثبت براءتها امام الراي العام....!
باختصار ان ام المعارك الشهيرة هي في ذمة التاريخ يحكم عليها لكن مهزلتنا الاخيرة مازلنا نعيش تفاصيلها وندفع فاتورتها من دمنا وكرامتنا ولاادري من اين نأتي بمحفزات ومحرضات لندفع الشرفاء للتحرك لاستبدال الدستور والغاء البرلمان والمجالس المتعفنة ورمي الفاسدين في حاويات الازبال في السجون وتحقيرهم ومقاطعتهم اجتماعيا وملاحقتهم في كل بقاع الارض واستعادة ثروات البلاد واعادتهم حيث كانوا حفاة فاشلين يتسولون من السفارات واجهزة المخابرات..!