د. غيـلان / سيدني
هذا هو حال العراق" عريان وسط الذئاب" كيف نهدأ ومنا الشاعر حيدر صالح الذي ودعنا وهو يردد "كل أعضائي هادئة ما عدا العراق" فمنه بدأ بث السؤال وإليه تعود الحروف كي تغتسل من التكرار وعليه تتقاطع الرؤى، هذا قدره الذي نسبح في نهره ونرفض الخروج منه، انخفض الموج فيه أم ارتفع، يرانا الآخرون كأننا ورق الخريف، هبة ريح خفيفة تفرقنا، وما أن يقتربون تصفعهم حقيقة أن العراقيين لا يراهن على تفككهم.
كم طرد مشهد وزير الدفاع العبيدي من قناعات تقول بأن الشيعة لا يقبلون سنياً يتصدر المشهد، فأثبت الاستقبال الذي لم يحظ، به أي وزير شيعي، فوزراء الشيعة والسنة على حد سواء لا يكن لهم العراقيون أي احترام بعد أن تكشفت طموحاتهم الشخصية الرخيصة، وكان قد سبق مشهد استقبال العبيدي بسنوات ذلك القبول الرائع بأن يكون مام جلال الكوردي القومية رئيساً لكل العراق، الأمر الذي لم يذهل المحيط الاقليمي الحاقد على تطلعات الكورد، بل أدهش صناع القرار في بريطانيا وفرنسا والصانع الأمهر أمريكا.
وأنا أكتب هذا العمود كان أسود الرافدين يخوضون مباراة مع البرازيل التي يصفها نقاد الرياضة بأنها سيدة كرة القدم وساحرتها، فانبرى لفريقها الأسود بتكوينهم العراقي الأصيل والذي خلا من قذارة العملية السياسية بطائفيتها المقيتة ومذهبيتها شبيهة البراغيث في امتصاص الدم العراقي النبيل، وعلى عكس كل التوقعات العامة والمتخصصة خرج الأسود بتعادل في حقيقته كان فوزاً وهذه دلالة أخرى على عمى عيون الذين ينظرون إلينا وهم يتوهمون بأننا ورق الخريف.
القنابل التي فجرها وزير الدفاع في البرلمان فتحت بوابة التوقعات على مصراعيها من جهة ومن الثانية جعلت هذا العراق بتاريخه الفريد وبثرواته الطائلة أشبه ب "عريان وسط الذئاب" ذئاب دولية واقليمية ومحلية، المحلية تكاتفت بالضد من الوزير المتمرد على توافق اللصوص فراحت معامل الدعاية التي بأمرتها تكيل للوزير المتمرد الاتهامات وليس أقلها أنه من الطائفة السنية وأنه حرامي أيضاً ووو، الاقليمية راقبت المشهد بحذر معلن وفي الخفاء حركت ولنقل وجهت الذئاب المحلية، الدولية ونقصد حصراً الولايات المتحدة الامريكية بدأت بتسريبات صحافتها وقراءة مراقبيها للشأن العراق وكلها تشير إلى احتمال حدوث تغيير كبير داخل العملية السياسية بعد أن أدرك الأمريكيون بأن مصالحهم مع الزمر المتحاصصة للحكم في العراق يتهددها غضب الشارع العراقي.
فهل ستتسع مساحة التظاهرات المطالبة بإرساء دولة القانون والمؤسسات وهي شعار المتظاهرين، حب حرية.. دولة دولة مدنية؟؟