علاء الماجد/ بغداد
منذ بدأ التظاهرات السلمية في 25 / شباط / 2011 كان للمرأة العراقية حضورا واضح ومؤثر في التظاهرات التي شهدتها بغداد والتي استمرت فترة، ثم تواصلت بشكل اكبر واختارت يوم الجمعة موعدا لهذه التظاهرات، وكانت ساحة التحرير مكانا لتجمع المتظاهرين المطالبين بالإصلاح والتغيير، ومحاربة الفساد وتقديم الفاسدين الى العدالة وارجاع الأموال المسروقة من قوت الشعب الى خزينة الدولة.
برز دور المرأة واضحا وجليا في هذه التظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات من كهرباء وماء ومجاري.
احتجاج المرأة لا يختلف عن احتجاج الرجال المدنيين بعد ضاقت بهم السبل واللجوء الى الدستور الذي ضمن لهم حق التظاهر والاحتجاج بعد استفحال الفساد وغزوه كل مفاصل الدولة العراقية وسرقة المال العام من قبل البرلمانيين نهب وسرقات دون محاسبة بسبب تعطيل دور القضاء وهيئة النزاهة، حتى أصبحت خزينة الدولة تشكو الخواء.
ولم يكن المواطن العراقي الا ضحية هذه السياسات الهوجاء التي اوصلته الى ان يكون ربع سكانه من الرازخين تحت خط الفقر واستنزفت ثرواته بين السرقة ومحاربة الإرهاب وتخصيص ميزانيات كبيرة لمعالجة الإرهاب دون جدوى.
كل هذه المآسي هي نتاج المحاصصة الطائفية المقيتة التي جلبت الخراب والدمار للبلد، وامام هذه الأوضاع الخطيرة خرج الى الشارع ليمارس دوره الذي ضمنه له الدستور ليطالب بالإصلاح في تظاهرات سلمية حضارية، لكنه لم يلق في كل مرة غير الوعود الكاذبة والتسويف والمماطلة.
وفي هذا الخضم برز دور المرأة في الحراك الشعبي والتظاهرات والاحتجاجات ولم يثن عزيمتها عن المشاركة كل التصرفات البهلوانية التي اتبعتها السلطة في رمي المتظاهرين بالقنابل الصوتية وخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، ولم يتقلص وجودها حتى في اكثر الأيام حرارة في هذا الصيف القائض الذي بلغت درجة حرارته اكثر من خمسين درجة مئوية في بعض الأيام
"بانوراما" التقت مجموعة من الناشطات المدنيات المشاركات في التظاهرات ليتحدثن عن طبيعة مشاركتهن في التظاهرات المطالبة بالتغيير والإصلاح:
- الدكتورة حذام بدر
أستاذ الادب العربي في جامعة النهرين
أتذكر قصة (انكيدو) في ملحمة كلكامش مع (شامات) وكيف استطاعت هذه المرأة تغيير الطباع المتوحشة فيه و تحويله إلى انسان اليف، هذا فضلا عن قصص أخرى كثيرة تؤكد الحضور المميز للمرأة في المجتمع .. ومحاولة تدجين هذا المجتمع العنيف وتحويله إلى مجتمع مسالم، وأظن أن هذا بالضبط دورها في الحراك الشعبي المدني..
فوجودها الدائم في هذه التظاهرات يؤكد طابع السلمية الذي ظل القائمون عليها ترديده باستمرار لكن..
على الرغم من كل هذا يبقى وجود المرأة هو من يعزز سلمية التظاهرات.. هذا فضلا عن أن وجودها وأن كان هذا الوجود يعد خجولا بسبب ضروف كثيرة ومتنوعة قد لا يسعنا الحديث عنها الآن إلا أن وجودها يعد حافزا مهما للخروج حتى للمتردد وحتى لمن ينظر للتظاهرات بنظرة مستريبة ويشعر بلا جدواها..
وجود المرأة بوصفها أما يحث خروج الزوج والابن والبنت كونه حافزا مؤثرا لقول كلمة والمشاركة في تغيير الوضع الذي لا أظن أن هناك من هو راض عنه.. سرقات كثيرة وتخريب وتعطيل مشاريع وفساد في الذمم ناهيك عن تلكؤ الدولة ورجوعها إلى الوراء في كل مفاصل الحياة..
وبسبب من كل هذا وكي نكون منصفين مع أنفسنا ومع ضمائرنا ومع الأجيال القادمة التي تنتظر منا مستقبلا أفضل.. يجب أن أن نقول( لا) لكل ما يحصل سواء أكنا رجالا أم نساء لا فرق المهم فقط أن نقول كلمة قد تؤدي بنا إلى التغيير الإيجابي الذي كنا دوما نطمح إليه.
- الناشطة فاطمة قاسم / طالبة جامعية
مشاركة المرأة العراقية في التظاهرات التي تشهدها مدن العراق والمطالبة بتحسين الأوضاع الاقتصادية ومحاسبة الفاسدين والسراق وسوء الخدمات وانقطاع الكهرباء ولم يكن هذا الامر غريبا على المرأة العراقية فقد شاركت من قبل في انتفاضة ايار (مايس) عام1941 واخذت مشاركة المرأة تتطور عن طريق النزول الى الشوارع ومساعدة ابناء شعبها في هذه التظاهرات الحماسية التي عمت معظم المدن العراقية حيث رفعت اللافتات المنظمة عبارات طرد الانكليز من البلاد وقد شملت هذه المظاهرات الطالبات والمعلمات والعديد من النساء.
كما كان للمرأة دور مهم في مشاركتها في ثورة 14تموز 1958وقد شكلت المرأة العراقية دور وقوة مهمة في الحركة السياسية في مرحلة النضال من اجل الاستقلال وفي طرح المطالب الوطنية ضد الاستعمار عن طريق التجمعات النسوية مثل (نادي النهضة النسوية).
الذي يعد اول جمعية نسوية في تاريخ العراق التي اعطت اولوية للمرأة في مشاركتها في العمل والمطالب السياسية قبل ان تدخل الميدان الاجتماعي المرتبطة بقضاياها كامرأة.
فقد كان لرئيسة الجمعية اسماء الزهاوي دور مهم ومواقف مشرفة الى جانب اخيها الشاعر جميل صدقي الزهاوي في وجه الحكام العثمانيين وبعدهم حكام الانكليز حيث تحملت الكثير من الاذى والمتاعب على ايديهم حيث كانت رمز للمرأة الشجاعة.
وبالرغم من ذلك استمرت في مطالبتها في وجوب اثبات حق المرأة العراقية في ان تكون قوة مساندة للرجل في حركات التحرر وكانت تؤمن بان هذا لا يتم الا بتحريرها اجتماعيا لذلك نادت بوجوب تحرير المرأة من القيود والتقاليد وممارسة حقها في التعليم لكونه دور مهم في حياة المرأة.
- انتصار جبار / ناشطة مدنية
اقتحمت النساء العراقيات ساحات التظاهر التي تميزت بوجودهن البارز وكسرت حاجز الخوف والعادات التي تحاول تقييدهن. ورفعن الشعارات التي تدين المفسدين وطالبن بمحاسبة الفاسدين واحالتهم للقضاء وإرجاع أمل الشعب. ورفضت المحاصصة التي دمرت البلاد وللمرأة دور كبير في المطالبة بالإصلاح والتغيير ومستمرة في الاحتجاج السلمي لمحاربة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة، لن تقف المرأة عن مطالبتها في إقصاء المفسدين. وهي مع أخيها الرجل في جميع ساحات الاحتجاجات، مشاركة المرأة الفعالة في اقصاء المفسدين، يعكس نضوج المرأة وتفهمها لبناء وطنها، وللمرأة العراقية دور بارز في جميع مفاصل الحياة وحتى الاحتجاجات ضد الطغاة والظلم والاستبداد. وهي رافضة لجميع القوانيين التي تمس حرية الإنسان العراقي. وتعد مشاركة المرأة العراقية في التظاهرات والاحتجاجات على كثير من القضايا الخاصة بحقوق المرأة والقضايا العامة كالخدمات ومحاربة الفساد. التي شهدتها بغداد والمحافظات الوسطى والجنوبية نقطة تحول حضارية وانطلاقة مميزة تعيد للمرأة العراقية صورتها التاريخية وليس غريبا أن تخرج نساء العراق للمطالبة بالإصلاح والتغير ومحاربة الفساد والمفسدين الذين نهبوا أموال البلد وسرقوا حقوق الشعب. والعراقيات اللواتي زين ساحات التغيير للمطالبة بالدولة المدنية ،هن بحاجة إلى التأكيد على حقوقهن وليس فقط في إبراز دورهن. على أمل أن يكون الغد القريب أفضل لتغير النظرة غير الطبيعية للمرأة في مجتمع ذكوري تسيطر عليه تبعية المرأة الاجتماعية الجسدية والفسيولوجية والمادية والمالية للرجل. لم تنصف المرأة مابعد 2003. ونحن نحث الخطأ نحو الديمقراطية والقضاء على الاستبداد والديكتاتورية. رغم منحها حق الكوتة النسائية في البرلمانات ومشاركتها في تشكيل الوزارات .لكنها لم تمتلك الفرصة بعد في صناعة القرار السياسي ولا حتى في قيادة الأحزاب والحركات السياسية والاتحادات والنقابات العمالية والمهنية. طبعا كل هذه الأسئلة المحقة لم تجد لها أجوبة حقيقية تنصف دور المرأة. بالرغم من وصول المرأة إلى أماكن مرموقة في الدفاع عن قضيتها وقضية بلادها ومقابلة قيادات العالم. فكيف تكون الديمقراطية والتغير ولا تزال النساء في بلداننا مغيبات قصريا عن المشهد العام. فالديمقراطية لا تحقق إلا بالعدالة والإنصاف كمواطنات وشريكات حقيقيات في عملية البناء. لأن تغييب المرأة عن لعب دورها. هو تغييب نصف المجتمع المنتج والعامل. فعملية التغييب لها التأثير السلبي اقتصاديا واجتماعيا. المشاركة الكاملة لكافة أعضاء المجتمع تؤدي إلى نمو اقتصادي سريع وحسب النظريات الاقتصادية. إضافة إلى مجتمع جديد لا يحتكر فيه التمثيل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي على قدرات الرجال مقابل الحد من قدرات النساء. الدور الذي تلعبه النساء العراقيات المطالبة بالإصلاح ومحاربة الفساد هو دور كبير لا يمكن أغفاله ولا يقل أهمية عن التظاهرات والاحتجاجات نفسها.
- الناشطة بشرى جعفر ابو العيس
دور المراة في الحراك الاحتجاجي بعد مرور عام كامل على الحركة الاحتجاجية في العراق والتي بدات يوم 31/7/2015 منطلقة من سوح التظاهر في بغداد- ساحة التحرير- وباقي الحافظات وخاصة في محافظات الفرات الاوسط والجنوبية.. لن ادخل باسباب الحراك وراهنه وافاقه.. فبات ملموسا لنا جميعا شيبا وشبابا نساءا ورجالا .. اليوم اود التحدث عن دور المراة في الحراك نعم لاننكر انه كان خجولا كعدد في التظاهرات ولكن الاهم نوع النساء اللاتي اصررن على الاستمرار في التظاهر كل جمعة والذي بات من موقفهن انهن دعاة لعراق مدني ديمقراطي وبشروط هذا المفهوم الذي لايتسع المجال هنا لتوضيحها لتحقيق مفهوم اقتصادي ادق هو العدالة الاجتماعية التي تضمن لافراد شعبها تقسيم ثروات البلاد بشكل عادل عليهم.. من خلال سياسات اقتصادية واجتماعية تضمن ذلك وبالتاكيد بات واضحا اليوم لتحقيق هذه الاهداف لابد من حكومة وطنية تحرص على وحدة البلد والشعب ترفع شعار هوية المواطنة تشرع قوانين رافضه للهويات الفرعية تحرص على ان تكون سياساتها الاقتصادية في اطار وطني مستقل غير تابعة للنظام الراسمالي العالمي الذي ما بات خافيا للقاصي والداني اهدافه الدنيئة والوحشية في التسلط والهمينة على اقتصاديات الدول غير الصناعية من خلال اليات ايضا اصبحت مالوفة كزرع الفتنة الدينية والطائفية في البلدان ذات التعددية في اطيافها الشعبية وتصعيد هذا النوع من الفتن الى صراع احيانا يصل الى مسلح.. لذا تتحمل المراة اليوم في بلدنا مهمات ليست بالهينة من خلال دورها في الاسرة وكيفية زيادة وعي افرادها لعراق واحد موحد ونضالها من اجل تطوير وتفعيل التشريعات والسياسات التي تعمق دور المراة السياسي والاقتصادي لذا وانطلاقا من كل المهام خرجت النسوة في ساحات التظاهر وخاصة في بغداد للتعبير عن احتجاجهن على الوضع المؤسف الذي وصل له وطننا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بسبب ثلة فاسدة تتحكم بزمام امور البلاد الاقتصادية والسياسية وتصر على بنية نظام جاء به المشروع الامريكي اثناء احتلال العراق 2003 وهو نظام المحصاصصة الاثنية والطاثفية الذي حقق مصالح واهداف الماسكين بالسلطة والين تحالفوا تحت مظلة ائتلاف ثلاثي ( بيروقراطي كمبرادوري طفيلي ) يتحكم بمصائر شعبنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ومن اكبر الشرائح المتضررة من هذا الائتلاف هي شريحة الاطفال والنساء حيث مايخفى على الجميع اليوم كم الازمات والمشاكل التي تحيط بهاتين الشريحتين.. وهذا ما يزيدنا اصرارا على الاستمرار في احتجاجنا على وضع الطفل والمراة والسياسات المستخدمه ضدهما وعدم توفير الحياة الكريمة لهاتين الشريحتين وهذا التوجه الخاص لاحتجاجنا اما الوجه العامه في احتجاجنا فنحن مع ابناء وطننا نرفض كل هذا الفساد ونطالب بشدة محاسبة الفاسدين من خلال قضاء نزيه ياخذ دوره الحقيقي وايضا كشف الالمتظاهرين نساءا ورجالا من خلال حركتهم الاحتجاجية التي عبرت عامها الاول ان الصراع الحقيقي ليس صراعا طائفيا بل هو صراع طبقي بامتياز اطراف هذا الصراع كل الطغمة المتوحشه في السلطات الثلاث – التشريعية والتنفيذية والقضائية – وبين المتضررين من ابناء شعبنا وخاصة الفقراء والكادحين وما تخلفة العمليات الارهابية من ارامل وايتام ومعوقين والعاطلين عن العامل والقائمة تطول وبالرغم من كل هذا الدمار واحتلال اراضي وطننا من القوى الظلامية يزاد الماسكين بالسلطة التشريعية والتنفيذية صرفة وقسوة بمحاربة ابناء شعبنا حيث توجهوا الى التلاعب بارزاق المواطنين بحجة التقشف وقلة الموارد المالية بدلا من ايجاد حلول اقتصادية سريعة وما اكثرها ولكن هذه الحلول لا تحقق مصالحهم واهدافهم الشخصية او مصالح واهداف احزابهم وكتلهم .. لذا مستمرون بنضالنا ولن يوقفنا الا التغيير والاصلاح ..
- الناشطة ايمان السهلاني / موظفة
بعدما فشل العملية السياسية والحكومة المنتخبة تحت ظل النظام الديمقراطي الجديد على العراق ولمدة 13 سنة وجر البلد لوضع مزري ومن ازمة الى اخرى نتيجتها ادخال داعش وبيع محافظات كبرى واصبح البلد في اسوء حال من انعدام الصعيد الخدمي والاقتصادي وامني كان لابد للشعب ان يحتج ويتظاهر على من تسبب بهذا الدمار.. وكون الفساد الحكومي والقضائي اصبح واضح ومعلن للجميع خرجنا نساء ورجال لساحة التحرير مطالبين بتغيير المسار السياسي نحو الاصلاح وطرد ومحاسبة الفاسدين وخونة الوطن ممن خلقوا الازمات والصراعات السياسية وتصفية الحسابات علة محور سرقات المال العام وغض النظر عن الدماء التي سالت اثر التفخيخات والاحزمة الناسفة من ارهابي داعش والحكومة على حد سواء.. كان لحضور المرأة العراقية والناشطات المدنيات صوت ثوري مميز وشجاع ومستمر رغم التهديدات بالقمع والاعتقالات ورغم الاعتداء على المتظاهرين بالقنابل الغازية والمطاطية والنار الحي تجد المرأة اول المتظاهرين.
- نضال الالوسي/ كاتبة وناشطة نسوية
مارس العراقيون حقهم الدستوري في تظاهرات عفوية ومليونية بعد أن نفذ صبر العراقيين البسطاء على الحاكمين جميعا دون استثاء ل( 13) سنة اذاقوهم الويل والثبور من تفرقة وقتل وحرمان وتهجير وتشريد وشظف العيش خرجوا ليطالبوا بحقوقهم المشروعة وأولها حقوقهم اﻻنسانية. كانت اﻹنطﻻقة والشرارة اﻷولى التي جردتهم من الخوف والتبعية للطائفة والمذهب للمناداة بحقوقهم وفضح حيتان ورؤوس الفساد حققت التظاهرات منجزات كبيرة رغم بطؤها والتلكؤ في انجازها واهمها كسرت قيد الخوف وفسحت المجال لبعض النواب لفضح الحيتان الكبيرة.. التظاهرات أرعبت السياسيين وهزمتهم ﻻنها تمس مصالحهم وامتيازاتهم فبدأوا باعتقال بعض الناشطين وتعذيبهم واختطافهم ﻹحباط عزيمة المتظاهرين وزرع الخوف عندهم كذلك بدأوا ببعض المساومات مع البعض بتوجيه الدعوات للقاء رئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب لغرض شرائهم او الضحك عليهم ﻹسكاتهم وللاسف اﻷغلبية رحبوا بهذه الدعوات وكانت سببا مهما في شق الصفوف واضعاف التظاهرات اهم شي كان الهدف واحد والكل تغني للعراق. عندما ينادي الوطن فالجميع جنوده عندما تريد ان تعرف تقدم مجتمع ما..اسأل عن وضع المراة فيه من هذا المنطلق خرجت المرأة العراقيه وشاركت في التظاهرات تطالب باﻹصلاح ومحاسبة سراق المال العام من الفاسدين وتحقيق العدالة اﻹجتماعية وكان لها دورا فعاﻻ" ومؤثرا مشاركتها كان تحدي للتخلف والنظرة الضيقة لمن يقلل من دورها واثبتت للجميع صمودها ولم تبالي بكافة اﻹحتماﻻت من اعتقال او ضرب وسارت مسافات طويلة بسبب غلق الطرق وجودها كان قوة وعزيمة واصرار للرجل فهو واجب وطني وانساني من هذه المسؤولية خرجت المرأة ليس ابتغاء مصلحة او منفعة خاصة بل ﻹجل مستقبل وغد افضل شاركت لنشر المحبة والسلام فتحية للمرأة العراقية لتضامنها فالوطن للجميع.
- رجاء الخفاجي / ناشطة نسوية مواظبة على حضور التظاهرات
ان للمرأة العراقية الدور المحوري في تغيير المعادلة السياسية سواء في مركز صنع القرار السياسي أو إدامة عجلة التحشيد والتواصل والتوعية مع شرائح المجتمع . الساحة العراقية تشهد ومنذ أكثر من سنة تظاهرات متواصلة ومطالبات لتغيير النظام المحاصصي الذي أودى بالبلد إلى الهاوية وعلى مختلف الصعد والميادين ،فكانت المرأة المتصدر لهذه الاحتجاجات بالرغم من الممارسات العنفية ضد المتظاهرين من قبل القوات الأمنية وتعرضت خلالها إلى الضرب والاعتقال والاختناق بالغازات السامة والرصاص الحي الذي يطلق في ساحات التظاهر بين الآونة والأخرى. كل هذه الإجراءات لم تثني المرأة من المواصلة للمطالبة بتحقيق الدولة المدنية ودولة المواطنة دولة المؤسسات التي هي حلم كل عراقي. والتخلص من نظام المحاصصة الذي فرض من قبل الإسلام السياسي الذي تصدى ومنذ 2003 للعملية السياسية وزرع الفتنة الطائفية وخلق الأزمات المتوالية وسلم ثلث أراضي العراق إلى الإرهاب . واليوم المرأة العراقية تقف جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل وبكافة شرائح المجتمع للمطالبة بأقصاء الفاسدين وتقديمهم للعدالة واسترجاع أموال العراق المنهوبة. والجانب المهم في هذه العملية هو زيادة الوعي الجماهيري وثقافة المطالبة بالحقوق التي أخذت مديات أوسع حيث شملت مؤسسات الدولة والطلبة والفلاحين ،ولم تكن المرأة ببعيدة حيث كانت المفصل المهم في هذه العملية.
- الاديبة والناشطة المدنية رجاء الربيعي
ان التحولات التي طرأت على أوضاع العراق تمثلت في سن دستور جديد، واجراء انتخابات برلمانية، وفصل في السلطات، وتداول سلمي للسلطة، فكل أركان الدولة تعرضت للانهيار ولا تزال تعاني من أمراض الطائفية والفئوية والتخلف الاداري الذي يعيق عملية البناء. وقد مر الشعب العراقي بعد التغيير في 2003 بمراحل قاسية بسبب ما خلفه الاحتلال من آثار مدمرة، وكذلك ما أفرزته المحاصصة المقيتة من تدهور كبير في كل مجالات الحياة، وفساد ذمم المسؤولين، ونهب المال العام عن طريق الرشاوى والابتزاز والصفقات المشبوهة. ونتيجة ذلك دفع الشعب العراقي ثمنا غاليا من أمنه واستقراره بسبب الارهاب والتخريب والتطرف والطائفية والتهجير وأعمال العنف، واستشراء الفساد الذي طال كل مؤسسات الدولة، من دون أن تتحرك الحكومات المتعاقبة على السلطة في كبح جماحه، ومحاسبة حيتانه. لذا نحن نعمل سلميا على أصلاح العملية السياسية وألغاء المحاصصة التكتلية وأعادة تنظيم الدولة على نهج ديمقراطي سليم من خلال حكومة المؤسسات وعدم أقصاء الآخر وفقا لبنود الدولة المدنية المعاصرة والمتحضرة وكشف الفاسدين وتقديمهم للعدالة وأعادة الأموال المسروقة لغرض تعزيز الميزانية لكي تقوم السلطة وبضغط المتظاهرين على الأرتقاء بالخدمات العامة وتطويرها خدمة للصالح العام وبناء دولة مدنية عصرية. التظاهرات ليست "آخر الدواء "، لكنها ستتطور الى ما هو أشد وأقوى وستقصم ظهر الفساد، للقضاء عليه نهائيا.
فالشعب العراقي شعب حي وشجاع، وهو حليم وصبور كذلك، وهؤلاء الفاسدون توهموا غير ذلك، فمدوا رؤوسهم في "المعلف" دون تحسب.
ان التظاهرات حق دستوري للشعب، كما أن للمنظمات المدنية حق الاعتراض السلمي على أداء الحكومة كقوى ضاغطة لحفظ التوازن، ولا يصح ان توصف هذه التظاهرات بأنها غير شرعية أو أنها "أمر دبر بليل" أو أن وراءها البعثيون وأعداء العملية السياسية.
اننا نقول لهؤلاء الذين ترعبهم أصوات الحرية والعدالة التي تنطلق من افواه أبناء الشعب، انكم سرقتم أموالنا ودمرتم مستقبلنا بمحاصصتكم المقيتة طوال 13 عاما..
فهل تريدوننا ان نسكت بعد ذلك؟
.