د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
اقف اجلالا للشهداء وانحني احتراما للمفصول السياسي الحقيقي وليس باوراق مزورة وللمضحين فعلا بالحشد الشعبي وضحايا الارهاب ولا افعل ذلك للمتقدمين لقنوات (الامتيازات) في الدراسات العليا بدون معدلات وبلا مؤهلات اقول ذلك لكي لا يصطادني البعض في المياه العكرة لأنني سأصرخ من اجل العراق ومستقبل التعليم العالي (امنحوهم كل شيء الا العلم فاتركوه لأهله) وهذا ما قلته في زمن صدام وتحملت ازره آنذاك وكررته في زمن المالكي واكرره اليوم ليسمعه العبادي والعيسى.
لقد استبشرنا خيرا بالديمقراطية بعد عام 2003 ولم نكن نتوقع ان ثمنها بحارا من الدماء على يد اقذر الارهابيين والغزاة المحتلين وقريبا على يد الاخوة الاعداء المتصارعين على السلطة والكراسي ونهب ثروات البلاد حتى وصل العجز بسبب فساد الطبقة السياسية تجويع الشعب وتهميش الكفاءات واصحاب الخبرات واستبعاد خيرة شبابنا وشاباتنا من الخريجين المتميزين لان حصتهم بالدراسات العليا والبعثات والوظائف الحكومية الصفر لانهم يحبون العراق ويخلصون للأداء وليس لديهم انتماء للأحزاب والقوى المتنفذة في السفارات والرئاسات والمليشيات..!
اقول ذلك واكثر منه فلم يعد الصمت ممكنا لكل شريف وغيور على وطنه ولا يريد ان يلعنه التاريخ وتشتمه الاجيال لانه فرط بالمعايير وسكت عن الحق للحفاظ على منصبه وامتيازاته او خوفا من التهديد والابتزاز والاغتيال الجسدي او المعنوي بافتراء التهم وخلط الاوراق بحجة الارهاب والمسالة والعدالة وهي وسائل معروفة ومكررة واصبحت شائعة لاختلاس مكاسب وتنفيذ سياسات ووضع الاخرين في موقف الشيطان الاخرس او المغلسين وهم يسترقون السمع لاغتصاب اعراضهم واوطانهم وكرامتهم العلمية ولا يتحركون او يحتجون ويموتون شهداء في سبيل موقف شجاع ونبيل.
اقول استبشرنا خيرا بالديمقراطية التي تحولت لدماء وتجويع وترويع على يد الصديق قبل العدو، واستبشرنا خيرا بحديث اصحاب المعالي عن الاصلاح وحكومة التكنو قراط ولكننا وللاسف ومن فرط حاجتنا للخلاص واصرارنا للعيش حتى الرمق الاخير خارج المنطقة الخضراء في المناطق الحمر المهمشة فعلا والمهددة ابدا ولكن باختيارنا وكرامتنا التامة صدقنا مرة اخرى التصريحات لمحاربة الفساد واتباع سياسة التكنوقراط والابتعاد عن السياسة ونجاستها لكن الوقائع تؤكد انها مستحيلة المنال وتحولت من تكنوقراط الشعار الى تكنوقراط الاحزاب المهيمنة والمتشبثة بحصتها المطلقة واستحواذها على كل شىء وليس اخرها الوزارات والسفارات والهيئات بل الدراسات العليا التي توسعت كميا اضعافا مضاعفة على حساب النوع والقدرة والكفاءة والخطط العلمية المزعومة ومعيار الجودة المهزومة وسلب حق الطالب المجتهد والتبرع به للنفعيين الفاشلين والاستثناء من ذلك نادر وعجيب ولا اعتراض عليه شرط الضرورة القصوى وعدم الاستهانة باستقلالية الجامعات وعدم احترام لقرارات البعض من مجالس الجامعات والكليات واللجان العليا الرصينة..! اوقفوا سياسة الخنوع للضغوط وامتحانات الدور الثالث والتوسع في الجامعات الاهلية التي لا تتوفر فيها ابسط المقومات العلمية وتحول العلم لتجارة واستثمار للأموال على يد بعض المرابين وامنحوها في حدود ضيقة تتفوق فيها الجامعات الاهلية على نظيراتها الرسمية لتسهم في اعمار البلاد علميا وفكريا ولاتساهم في جريمة بيع الشهادات باعلى الدرجات وتمهد الطريق لانتزاع اكبر الالقاب العلمية وبدون اهلية وستحول لقب الدكتور والاستاذ لشتيمة يخجل منها صاحب اللقب الاصيل والمهدد بالتجويع لمحاولات التلاعب بقانون الخدمة الجامعية وترك امتيازات الكبار ولايتسع المقال لفتح الصندوق الاسود والكشف عن كل الاوراق..!
نعم اجاهر بذلك للحفاظ على اخر قلاعنا العلمية لكي لا تنهار وتفتقد دورها الريادي في ان تكون واحة حقيقية للعلماء يتنافس فيها الشرفاء على اسس علمية وتقاليد جامعية لا تخترقها السياسة وتتعامل في توفير فرص التعليم على اساس الدستور الذي ينظر للعراقيين سواسية بالحقوق والواجبات ولذا فان القرار الاخير (المكرمة) بالقبول في قنوات (الامتيازات) بدون شروط يعد خطيئة وليس خطاءا يمكن تداركه ولا احد يصدق حجة سد الشواغر لأنها اكذوبة والاصل الذي اقرته مجالس الكليات والاعراف والتقاليد الجامعية قناة واحدة للتقديم لكل العراقيين بدون تمييز او امتيازات للنابغين ومن خلال سياسة للتعليم العالي والبعثات بعيدة عن الضغوط والاختراقات والتوسعات لتحقيق الرغبات غير المشروعة التي توفر امتيازات وشهادات شخصية وتحرم البلاد من كفاءات وطاقات الاهم اشهد اني بلغت فصدق القول رسالة لااتردد من اداءها والمجاهرة بها حتى لو كلفني ذلك حياتي، اما منصب العميد سأتركه للطامعين فيه من الانتهازيين والمنافقين غير اسف عليه فكرامتي الانسانية والعلمية لا تسمح لي بتنفيذ سياسات تخرب البلاد وتميز بين العباد تحت شعارات الدين والديمقراطية والمظلومية والاصلاح والتكنوقراط. ولا يصح الا الصحيح.