د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
اغرب ظاهرة في قادة العملية السياسية في العراق بان الرؤساء للجمهورية والحكومة والبرلمان والوزراء ورئاسة اللجان في البرلمان يظهرون للناس في الازمات والايام الاعتيادية وهم يكررون كلمات مثل دعا وندعو لتحسين الامن ومحاسبة المفسدين وتحسين الخدمات والى اخر تلك الدعوات والتبريرات ومنها ما ادري..!
مصدر الغرابة ان الرؤساء والقادة في العالم لايدعون بل يقررون لان صنع القرار بيدهم ولايهبط عليهم من السماء، لكن العبادي يدعو الجهات الامنية لتحسين الاداء والرد المزيد من التردي والخروقات، وامينة بغداد تدعو لتحسين الخدمات والنظافة ولاتقرر وتتابع وهي تمتلك جيوش من المهندسين والعمال والمدراء العامين والمستشارين واللجان التي لا تنتج الا لجان، وجبال من النفايات والازبال.
ورئيس مجلس النواب يدعو ايضا لاحترام حقوق الناس وامنهم والامن المجتمعي لكنه يوقع على قانون العفو ويشتمل على مواد لاطلق سراح الارهابيين والمزورين وتجار المخدرات والاسلحة الكاتمة ومهربي الاثار وخاطفي المواطنين.
ويدعو رئيس التحالف الوطني لإعادة هيكلة الدولة لفشلها لكنه ضليع في المحاصصة وتقاسم المناصب ولاندري من سيلبي دعوته، وبعد كل خرق امني تشهده البلاد ويحصد ارواح الابرياء ويروع الاحياء يظهر للناس رئيس اكبر لجنة برلمانية للأمن والدفاع وهو الاخر يدعو لاعادة النظر في الخطط الامنية الفاشلة، ويتكرر الدعاء من الوزراء فيدعون للتكنوقراط عبر وسائل الاعلام وقراراتهم على الورق استجابة للضغوط والمحاصصة ورغبات الاحزاب في تكريس الطائفية والجهل واتاحة الفرصة للفاشلين ومحاربة المتفوقين لعدم الانتماء وتقديم الولاء قبل الاداء.
المهم انهم يدعون للفضيلة والاصلاح ولايعملون بها بل بالمقلوب...!
هكذا العراق يهرول للوراء في ظل حكم الاغبياء وتهميش ومحاربة الخبراء والشرفاء وحين يطالبهم الشعب بالمنجزات فليس عندهم الا دعا يدعو وانا لاادري.
فهل تحكم البلدان ويصان الانسان بالدعوات التي لايصغي اليها الرب ولاينفذها موظف امن العقاب وأستانس الفساد وهو يعلم ان قادة البلدان لايمتلكون القدرة ويلجاون للدعاء وهو لايدرون بما يجري من خراب فان كانوا يعلمون فتلك مصيبة وان كانوا لايعلمون ويحكمون فالمصيبة اعظم...!