رعد زامل/ بغداد
هل لان الجنوب منبع النفط والالم والفقر او هل لان الحياة برمتها في العراق اصبحت نفقا يمتد الى نفق فتطالعنا نصوص لشعراء في مقتبل العمر وهم لا يجدون سوى ساحة الوجع السومري حقلا ينثرون عليه بذور اغنياتهم التي تشكو العطالة والاهمال والتهميش. شعراء يرسمون لوحات ايامهم التي تراكم عليها الغبار وهم يبحثون فيها عن فسحة الضوء التي لا سبيل الى العثور عليها.
هنا نقدم نصوص الشاعر مرتضى مريود كنموذج للوجع الذي لا يريد ان يغادر مشهد حياتهم الشائكة ولا عزاء امامهم سوى المضي قدما في البحث عن ينابيع الجمال.
نصوص
مرتضى مريود
1
ليست الموسيقى
ولا الشواطئ وحدها فقط
بل حتى الافكار العظيمة مفادها انت ِ
حتى اكثر الكتب المعرفية تعقيدا
وفي كل صفحة جديدة
اراك بجديةٍ حادة
تفكرين بقتلي
عشرون عاما من النثر
والتلقي الجامح
وما زلت ِ انت
القصيدة المنشودة
التي اذعنُ لخطابِها اللذيذ
وانساق ُ خلفها مثل دابة ٍ واعية
2
متسخ وقديم
بائس ومركون
مثل سرير في مشفى
يضج ُ بالموتِ والالم والذكريات العفنة
هكذا انتَ
لن تحفل بنظرةٍ جيدة
ولا تثير رغبةَ احداهنَ بالاستلقاءِ عليكَ
هكذا انتَ
منذ الف مونامور ولحن
وما تزال الشتيمة صادحة في اذنك؟
بالأمس ِ اللعين
وانا اقرأُ عن التربية ِ والإعداد
تذكرتكَ كثيرا
وجدت ُ معلومة ً تقول
الضرب على الوجه ِ يؤدي الى مقتل 400 خلية عصبية
الآن ايقنت ُ ما سر هذه المقابر الممتدة على ملامحك.
3
بين كل حمامة وعنكبوت
ثمّة سر خفي
يوقظُ ذكرى غابرة
يرسمُ وردةً نازفة ونبوّة مطعونة
هنالك تحديدا في الاماكنِ المظلمة
التي لا تصدح فيها سوى الاسئلة النافرة
ثمّة ما يدعو الى الفلسفةِ والتدخين
التدخين سبب رئيسي لكتابة قصيدة جيدة
بين كل سيجارة وكأس
تولدُ فكرة
وبين كل حمامة وعنكبوت
اقفُ امام مغارة
واتذكرهاُ
تلك العفيفة التي هَدّتْ كل أُسس حياتي
4
رغم الرابط الكبير بيني وبين الضوء
فكلانا له انكسارات شتى
قررت الافول عند بزوغ الشمس
لا لأني اكره الصباح
بل لأني استيقظ
على حقيقة هذه السماء
وهي تنهال
بالعطاءات على الخلائق
الا انا؟
استيقظُ كنبيٍ خاسر
زفت امتهُ الى جهنم.
5
ما كان بوسعي ان اتجنبهم جميعا
اما انتِ كان بإمكانك الكثير
ما كان بوسعي
ان اتجنبَ حبيبتي
التي تشبه هاتفي كثيرا
كانت تنطفئ في اعمق لحظات الاتصال
ولا صديقي المثالي
الذي خذلني عند اول رصيف من الجوع
الذي خرج من القضية ودخل في مطعم
اما انتِ يا امي
فقد كان بوسعك
ان تصدّيـه وتجنبيني كل هذا الـنباح.
6
نعم يا ابي
اعلم ، انها ساعة متأخرة من العمر
فقد كان الوعظ طويلا
وقد غلبني النعاس
قالوا
علينا ان نزرع فقط
نزرع كثيرا
نزرع ولا نفكر
نزرع ولا نسأل
تكلموا عن الصحوة الحمراء
ولا ادري لمَ صوتهم شاحب لهذا الحد المقلق
تكلموا عاليا عن التقاليد وشعرت برغبة بالتبول
أشعر ايضا
بأنني مطرود هذه الليلة؟
انا خارج دائما
وانت ملامُ جدا
لأنك زرعتني دون ان تسأل.