نورالدين مدني/ سيدني
في شهر سبتمبر من كل عام نستحضر ذكرى يوم الشؤم العالمي الذي يصادف الحادي عشر اليوم الذي شنت فيه طائرات نقل مدنية تجارية هجماتها الإرهابية على برجي مركز التجارة الدولية ب"مانهاتن" ومقر وزارة الدفاع الأمريكية"البنتاجون".
لسنا بصدد إجترار الويلات والألام التي سببتها هذه الهجمات اللاإنسانية التي إستنكرها المسلمون داخل أمريكا وفي جميع أرجاء العالم وإتفق العالم أجمع على أنها أعمال إرهابية بغيضة لايمكن نسبتها لأي دين أو عقيدة' لكننا نتوقف عند الأثار الكارثية التي خلفتها ردة الفعل الإنفعالية التي قادتها الولايات المتحدة الأمريكية تحت مظلة الحرب الإستباقية ضد الإرهاب. للأسف هذه الهجمات الإرهابية تبناها تنظيم القاعدة الذي ينسب نفسه للإسلام' وهو تنظيم كما لايخفى على المتابعين المدققين أنه نشأ وترعرع في أحضان الولايات المتحدة الامريكية وبدعم لوجستي منها إبان حربها ضد الإتحاد السوفيتي والشيوعية.
ليس هناك من يدافع عن الأعمال الإرهابية التي يعرف القاصي والداني أنها قديمة قدم البشرية وأن الإرهاب لادين له ولا وطن' وأن الجرائم ضد الإنسانية أرتكبت بصورة منظمة دولياً في كثير من الدول التي قامت على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين. لن نكرر الحديث المعلوم عن الجرائم التي أرتكبت في العراق وأفغانستان والتي مازالت ترتكب في كثير من البلدان المنكوبة بالخلافات والنزاعات والحروب التي راح ضحيتها ألاف المواطنين وشردت ألاف الأبرياء من ديارهم واضطرتهم للنزوح والهجرة واللجوء وسط تراجع ظاهر تجاه إحتضان اللاجئين في العالم.
ما نريد أن نقوله هنا هو ان الحروب لن تكافح الإرهاب وقد ثبت عملياً أن سرطان الإرهاب الذي تعددت تكوينات تنظيماته ومسمياته ووسائل هجماته بدأ ينتشر بصورةمريبة في أجزاء كثيرة من العالم وسط شكوك مبررة على ان هذه الهجمات مدعومة وموظفة توظيفاً خبيثاً لتأجيج الفتن الدينية القائمة أصلا. إن ما يزعجنا حقاً هو عودة قوى العصبية العقدية والإثنية التي لن تفلح في مكافحة الإرهاب والإرهابيين بل إنها تحفز جماعات الغلو والعنف وكراهية الاخر للتبشير بمواقفهم والترويج لأدواتهم الإجرامية وسط الشباب. لذلك لن نمل الدعوة للسلام والحب والإخاء والتعايش الإيجابي مع الاخرين لأن هذا هو السبيل الأقوم لمحاصرة تمدد جماعات الغلو والعنف وكراهية الحياة والناس.