رعد زامل/ ميسان
هذا الشاعر مثل نبات ينمو في السر او في الظل غير مكترث لشمسنا التي اكتنفها الزيف. انه بصمت يمضي باحثا عن اشعة الروح، روحه، التي تمر كغريق امام عيوننا العاجزة.
احمد فهد لا ينافس احدا على الوقت ذلك لانه مولع باقتناص اللحظة الشاردة.
وهو كمجايليه من الشعراء الشباب تلاحقه في الازقة المنسية لعنة الحرب والاحلام المفخخة ورائحة الدم التي تنبعث من الارصفة وضياع الحد الفاصل بين القبح والجمال، بين الحق والباطل بين الحرب والسلام.
هنا حيث اختلط كل شيء وضاعت بهجة الالوان والملامح، سيطل عليك احمد فهد بسحنته السومرية التي توحي بالكثير من الفراشات والازهار التي تنتظر انتصار الربيع على قحط حياتنا المنسية والوجود على العدم.
احمد فهد.. شاعر من العراق
الغرق المحض
الأنهار
تتصل بدمي
وأنا لا أجيد سوى الغرق
الغرق المحض
الغرق الذي لا يبدأ بالسقوط
ولا ينتهي بالتلويح
تـيـــــه
لأنك مولع بالغياب
رسمت خرائط تيهك
ومضيت بصمت
ترى اين
شاءت قدماك هذه المرة؟
يدعونهم بالغرباء
في الليل لا ينامون
في الليل يقتسمون الوحشة
وفي النهار يتهيأؤن لسفر جديد
يهربون ملامحهم بين الأمكنة
ومع إنهم رحالة بغير قصد
الأماكن تدعوهم بالغرباء
ترى كم من الإقامة
ستدفع هذه الشبهة عنهم؟
حذرا من الهواء
انتظر
لا ترم أنفاسك
قد لا تجد ما يصلح
كهواء في هذه المحرقة
كن حذرا
ثمة ما يزاحم هذه الرئة
التي أكلها التبغ
على دخان مدفوع الثمن
ظــل
1
نصف الحياة
أسوء من الحياة
وأسوء من الموت أيضا
2
الحياة
تنكمش
بينما ظلها يتمدد
.........
أنت مذنب
إنا أشبة تلك الكلمة
أنت مذنب
هذه التي تتنزه في أرجاء القيامة.
ذكرى
كلما تعثرت
رئتي بدخان
اسعل ذكرى
وابصق وجها ودما وصديق
مواعيد موقوتة
ليلك غائم
لا يبوح بنجمة
والطريق إلى فردوسك
ملغم بالعثرات
الخطوة بين صخرة وصخرة
فخ لا يغري سوى
من تيبست قدماه لفرط الوقوف
وتسمر فزاعة في مفترق طرق
ولأنه لا يمتلك خطوة إلى الوراء
وقف منشدا
هذا اليباس صدأ العمر
لا تمت واقفا كشجرة
الوقوف لا يلمع الموت
هذا الوقوف لعنة
هكذا
يستدرج الشجر إلى المواقد
وتُستدرج أنت
أيها الموعود بالوقوف
إلى مواعيدك الموقوتة
بعيدا
السماء
لا تقترب من الملوحين
الأرض مستلقية تنظر
وبينما الأفق
واقف على حافة الكلام
غادرت بصمت.