رعد زامل/ ميسان
لا نيزكَ بحياتي يمر
ولا مصباح يبزغ في العزلة
لقد نضب زيت الأمل
وكل شيء
آخذ بالأفول
وهئنذا في الهامش *
ارقد على بيضة الصبر
كدجاجة عمياء
بينما المركز هناك
يكتظ بالحشرات المضيئة
وأقول:
هكذا يمضي بي الوقت
أشعث عند كل فجر
تجرني الحياة
خلفها بحبل الوظيفة
كما لو أنها
جزار يجر خروفا
وأقول
هكذا يمضي بي الوقت
قلق عند المساء
في صفحة الكيمياء
أراني كفار
يدور بمختبر الحروب
هكذا يمضي بي الوقت
دبقٌ عند الظهيرة
على وجهي عرق التأمل
وتحت ذقني يعشش
عنكبوت الكآبة
وأقول :
هكذا يمضي بي الوقت
قاحل في كل صيف
تجف في فمي الكلمات
وتفيض بالدسائس
من حولي الأنهار
وأقول هكذا تمضي بي الفصول
موحش على أبواب الشتاء
وجهي غائم تماما
مع فرص
لتساقط الأسنان
تنكسر قامتي قبل كل ريح
وتكتسح أيامي الفيضانات
فلا تبقي عمود أمل
إلا وحطمته
ولا شجرة زينة
إلا وجرفتها
وأقول:
هكذا تمضي بي الفصول
اجرد عند الخريف
مثل ذئب أجوب البراري
بعد ما أنشبت مخالبها
في ظهري الأيام
هكذا تمضي بي الفصول
والضيف الذي
يطرق بابي ألان
ليس الربيع فما جدوى
أن اخرج – إذا – بقافلة من الورد
وحولي من العراء
سور مخيف
ما معنى ان
أغلق على الحقيقة فمي
واترك ذباب الصمت
يتناسل على الشفتين
ثم ما معنى ان
أغض الطرف
عن مكيدة هنا
وعن فخ هناك
وأنا مهاجر
حقيبتي الشكُّ
ولا أحلق إلا
مع الحمام الوحشي.