نورالدين مدني/ سيدني
تزداد حاجة المجتمعات البشرية خاصة المتعددة الثقافات والأعراق مثل أستراليا إلى تكثيف الإهتمام بأنماط الحراك الثقافي والفني الرياضي الرامية لنشر ثقافة وممارسات السلام والمحبة بين المواطنين سواء على الصعيد القطري أم الإقليمي أم الدولي.
لذلك نبارك كل مبادرة تهدف لتعزيز هذا الحراك الإيجابي خاصة في ظل تنامي تيارات العنف وكراهية الاخر والردة العصبية القومية الشوفينية التي فاقمتها بعض الجرائم الإرهابية المرفوضة من كل الاديان والمجتمعات الإنسانية.
نقول هذا بمناسبة إعتماد "رابطة الإبداع من أجل السلام" التي تبنتها الكاتبة والشاعرة وفاء عبد الرازق بمساندة مقدرة من كوكبة من الاكاديميين والمبدعين والمثقفين والإعلاميين والصحفيين والناشطين في مجال حقوق الإنسان.
إننا نساند هذه المبادرة التي تهدف لتعزيز دور المثقف المبدع في دفع الحراك الإيجابي وسط قطاعات المجتمع خاصة وسط الشباب والطلاب 'لمحاصرة أسباب العنف وكراهية الاخر وتغذية الجوانب الإنسانية والاخلاقية الإيجابية لديهم/ن.
مثل هذه المبادرات تتطلب ترتيب برامج عملية ثقافية وفنية ورياضية تتبناها منظمات المجتمع المدني الدينية والثقافية والفنية والرياضية تستهدف الأجيال الصاعدة الأكثر حاجة للتغذية الأخلاقية الإيجابية منذ سنوات التنشئة الأولى.
هذه البرامج الثقافية والفنية والرياضية ضرورية لكل الأجيال الصاعدة لحسن تنشئتهم/ن في مختلف مراحل التحصيل التعليمي والتربوي' إبتداء من مرحلة التعليم قبل المدرسي وحتى الجامعات والمعاهد العليا.
هذا يتطلب إشراك الشباب والطلاب في تنفيذ هذه البرامج بحب وصدق ' بعيداً عن أساليب القهر والإكراه سواء في المناهج التعليمية أو عبر المناشط الإجتماعية المختلفة داخل المؤسسات التعليمية وخارجها. ما أحوجنا في مثل هذه البلاد المتعددة الثقافات والاعراق لتعزيز روح الإخاء والتسامح والتعايش الإيجابي بين مختلف مكونات النسيج الأسترالي من أجل تأمين السلام المجتمعي بعيداً عن العصبيات الفكرية والمذهبية والإثنية التي تزرع الفتن والأحقاد وتهدد السلام الداخلي والعالم المحيط.