نورالدين مدني/ سيدني
نعلم أن السياسة الأمريكية لايتحكم فيها الرئيس الأمريكي فهناك مؤسسات وقوى ضغط تؤثر في القرار الامريكي' كما حدث لفيتو الرئيس الحالي أوباما ضد مشروع قانون العدالة ضد الإرهاب' ومع ذلك نتابع بقلق مجريات السباق الماراثوني في إنتخابات الرئاسة الامريكية بين مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب.
غالب إستطلاعات الرأي التي جرت في الأونة الأخيرة ومن بينها الإستطلاع الذي أجرته وكالة رويترز ومؤسسة إسبوس أشارت إلى تقدم هيلاري كلنتون على ترامب بنسبة 43٪ مقابل 38٪ من أصوات المستطلعين فيما وقف19٪ موقفاً سالباً من المرشحين.
الامر المقلق حتى أنصار الحزب الجمهوري الذين كانوا ضد ترشيح ترامب عن الحزب لرئاسة الجمهورية و تصريحاته العنصرية ضد بعض المكونات المجتمعية الامريكية بمن فيهم النساء' وإضافه لأدائه الضعيف في مواجهة هيلاري كلنتون.
لم نخف تعاطفنا مع مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلنتون لأنها تتبني سياسة منحازة نحو التعايش الإيجابي مع الإخرين' وقد عبرت عن هذا الموقف بوضوح في شعارها للحملة الإنتخابية "معاً أقوى STRONGER TOGETHER" في وقت تزداد فيه حاجة العالم إلى تعزيز كل ما يدعم السلام والمحبة والإخاء والتعايش المجتمعي.
ليس من مصلحة العالم تأجيج الفتن والكراهية بين مكونات الأمم والشعوب بعد أن أصبحت الكثير من الدول ومن بينها الولايات المتحدة الامريكية دولاً أممية تتعايش داخلها مكونات مجتمعية مختلفة الأديان والأعراق بعد تجاوز مرحلة التفرقة العنصرية البغيضة التي يحاول البعض بغباء إحيائها من جديد.
لن نخوض هنا في أسباب الردة الإنسانية التي تنامت قواها في بعض بلاد العالم وسط جماعات معاداة الاخر ومحاولة إقصائه من محيطه المجتمعي وحرمانه من حقوق المواطنة في بلده' لكننا قصدنا التنبيه إلى ضرورة اليقظة والحذر من ردود الفعل الإنفعالية السالبة التي تهدد أمن إستقرار وسلام العالم.
لذلك لن نمل الدعوة في بلادنا وفي كل بقاع العالم لتعزيز ثقافة وممارسات السلام والمحبة والإخاء والتعايش الإيجابي داخل أقطارنا وفي العالم من حولنا من أجل تحقيق حياة حرة كريمة لغيرنا ولنا.