نورالدين مدني/ سيدني
إحتفل العالم الإسلامي في مشارق الأرض ومغاربها بمولد النور الهادي خاتم الانبياء والرسل محمد بن عبد الله إحياءالذكراه العطرة وتعزيزاً للقيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية التي بشر بها العالم منذ أن حمل الأمانة.ليس بإقامة السرادقات والحضرات والاذكار والمواجيد رغم أهمية ذلك وإنما لتعزيز المحبة الخالصة لله المبرأة من كل الأجندة الدنيوية التي بدأت أعراضها تطفح في بعض الدول والأعمال الإجرامية المسيئة للإسلام والمسلمين.
ومن أجل تجلية رسالة السماء الخاتمة وإزالة ماعلق بها من فعال بعض الذين أعطوا لأعداء الإسلام والمسلمين الفرصة لمحاولة النيل منه ومن المسلمين رغم أن أفعالهم لاعلاقة لها بالإسلام.
أعجبتني رسالة إطلعت عليها هذه الأيام وسط أرتال التهاني بحلول ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم عبر وسائط التواصل الإجتماعي إجتهد صاحبها - بارك الله فيه وفي أعماله وأيامه - في أن يبين للمتلقين بعض الصفات الحميدة والسمحة لصاحب الرسالة الخاتمة.
أحسن صنعاً بترجمتها للغة الإنجليزية حتى تنشر على أوسع نطاق في العالم للمشاركة في حملة التنوير المعرفي لتجلية حقيقة الإسلام من إفتراءات خصومه الغلاة داخله وخارجه.
إن الرسالة الخاتمة إمتداد سماوي للرسالة الإبراهيمية لذلك ربطت بين الإيمان بالله والايمان بملائكته وكتبه ورسله.. وأنها جاءت لتخرج العالمين من الظلمات إلى النور.
جاءت هذه الرسالة لتتمم مكارم الأخلاق ولتنشر بين الناس الوحدة والمحبة والسلام والرحمة والخير والعدل' إبتداء من العلاقة الأسرية القائمة على المودة والرحمة وليس إنتهاءا بصلة الأقارب والجيران.
أسست الرسالة الخاتمة لعلاقة تعايش سلمي بين المسلمين وغيرهم منذ "وثيقة المدينة" الأشهر في تاريخ البشرية والعلاقات الدولية وإمتدت علاقة الرحمة لشمل الحيوانات والأشجار.
اورد الفيديو إجابة طالب في مدرسة المانية عندما سئل عن الإرهاب وجاءت إجابته موضحة حقيقة أن الإرهاب لادين له وأنه فعل بشري قديم منذ قصة إبني ادم عليه السلام وحتى يومنا هذا.
سأل الطالب سائله بذكاء: من الذي أجج الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية ومن قتل الملايين من سكان أستراليا الأصليين ومن ألقى القنابل النووية على ناجازاكي وهيروشيما ومن أباد الملايين من الهنود الحمر في الولايات المتحدة الأمريكية ومن هجر ملايين الأفارقة كعبيد مات أكثر من نصفهم والقوا في المحيطات بلا رحمة؟؟!!.
في ختام رسالته المعبرة دعا صاحبها العالم كي يميز بين الفعل الإرهابي وبين هذه القيم والمبادئ السمحة التي لاعلاقة لها بالإرهاب والإرهابيين.
مثل هذه الرسائل الواضحة والمعبرة لاتكتسب أهميتها من الدفاع عن الإسلام لأنه لايحتاج لدفاع بشر فقد حفظ الله سبحانه وتعالى نوره الهادي الذي مازال يضئ للبشرية جمعاء' لكن لأنها تعزز قيم وممارسات المحبة والسلام والتعايش والعدل والخير بين البشر أجمعين في مواجهة أباطيل الغلاة والبغاة في كل زمان ومكان.