د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
تلقينا امس اخبارا سارة عن الغاء العشرات من نقاط السيطرات الامنية المتسببة باختناقات مرورية في بغداد والمتسترة على البطالة المقنعة وقوات فضائية تتهرب من الدوام وتتقاسم المرتبات الشهرية مع القادة والامرين جهارا نهارا ورغم انف من يطالب بالإصلاح واجتثاث الفساد.
خطوة جيدة لكنها تحتاج لخطوات لاحقة لمعالجة الاختناقات المرورية التي تستنزف وقت المواطن وتحول طاقاته الايجابية الى طاقة سلبية يترجمها الموظف وينفس عن غضبه المروي بتصرفات تقع على راس عباد الله من المراجعين لدوائر الحكومة ويصطدمون بحواجز كونكريتية نصفها يحيط الدائرة ونصفها الاخر مرسوم على وجه موظف الخدمة العامة البيرقراطي المتسلط بوظيفته والمتفرغ لواجباته الدينية والعشائرية والحزبية وما تبقى من دقائق يكشر فيها بوجه المراجع خاصة ذلك الذي لا يشابهه بالانتماء والاهتمام.
نقول خطوة مباركة لابد ان تليها خطوات لمعالجة غياب الكراجات والاستحواذ على الارصفة تاركين المارة يبحثون عن ممشى أمن وضرورة تضمين اجازات بناء العمارات وضع اماكن محددة لوقوف السيارات ضمن التصميم الاساسي للبناء ومعالجات كثيرة تعد روتينية واساسية في البلدان المجاورة وبقية دول العالم.
ولعل الظاهرة التي تلفت الانتباه وموثقة بالمعلومات تزايد عدد السيارات في بغداد وتجاوز عدد المركبات الخاصة فقط ثلاثة ملايين بسبب فوضى الاستيراد وغياب خطة عقلانية تردع تجار الجملة والمافيات التي تساندهم من الحيتان الكبار ولابد من ايقاف الاستيراد لحين ايجاد حلول عاجلة او اجلة للحد من الاختناقات المدمرة ويتزامن مع ذلك عدم قدرة اجهزة المرور على تطبيق القانون بصرامة لتعدد مصادر النفوذ وعجز القانون من حماية رجل المرور من المسلحين واصحاب السيارات المظللة والمتفرعنين حزبيا ومليشياويا..!
نختم مقالنا - ولا نقصد التحريض لقطع الارزاق - ونقول ان اغلبية منتسبي وزارة الداخلية يمتلكون سيارات الاجرة وفي مقدمتها السايبات الشهيرات وتزدحم الشوارع بهم بمجرد قيامهم بالتوقيع الصباحي ثم الانتشار واسع النطاق والدليل تجمع هذه التاكسيات صباحا في ابواب المراكز الامنية والامثلة لا تنحصر بالشرطة النهرية التي يصفها الظرفاء شرطة التاكسيات بل اصبح الامر يشمل الجميع وصار من المنطقي الحديث عن وزارة التاكسيات للداخلية والامن الوطني. واصبح ليس عجيبا ان تنحصر واجبات شرطة النجدة في شوارع بغداد كافة ليس بمطاردة اوكار الجريمة ونجدت المواطن بل الانهماك بغسل هذه السيارات الانيقة ليلا ونهار وتخريب الشوارع لعدم انشغالهم باية مهمات والبطالة تعلم الشرطة على غسل السيارات وكنا نامل لان تطبق الداخلية نظام استبدال الحمايات والمنتسبين في المقرات باخرين كان لهم شرف قتال داعش منها استراحة للمحارب وتأهيل للشرطي المتكاسل..!