نورالدين مدني/سيدني
لم يفق العالم من صدمة سقوط الأيديولوجيات وسطوة المصالح القطرية والقومية حتى دخل العالم في صدمة أكثر خطورة تتمثل في سقوط المبادئ والقيم الانسانية التي تجسدت بصورة درامية عقب فوز الرئيس المغضوب عليه حتى داخل حزبه دونالد ترامب. المشكلة ليست في الرئيس ترامب وإنما في القواعد المغلوبة على أمرها التي إنتخبته في ظل تمدد سطوة الرأسمالية الطفيلية التي أفرزته بكل ما يجسده طرحه من إنتهازية براجماتية لاترحم.
لست في حاجة لسرد ردود الفعل الغاضبة التي بدأت منذ إعلان فوزه في الإنتخابات الرئاسية داخل الولايات المتحدة الامريكية وخارجها، فالعالم كله شهد التظاهرات الرافضة لطرحه وقراراته.
واضح أيضا أن الرئيس ترامب لايهمه ردود الفعل الصادرة من المجتمع الأمريكي أو العالم الخارجي، وأنه يجسد بصورة بشعة رجل الأعمال الكاوبوي المغامر الذي لايهمه سوى مصالحه الشخصية.
إذا توقفنا عند بعض قراراته ومواقفه الحالية تزداد مخاوفنا على السلام الامريكي والعالمي نتيجة لهذه القرارات والمواقف الغريبة، نذكر منها على سبيل المثال قراره بحظر دخول مواطني سبع دول مسلمة الأراضي الأمريكية وموقفة الأكثر غرابة من إتفاق الإدارة الأمريكية السابقة مع الحكومة الأسترالية لإستقبال بعض طالبي اللجوء العالقين في مراكز الإحتجازفي استراليا.
لم يكتف الرئيس ترامب بذلك بل أصدر قرارا بإعفاء القائمة بأعمال وزارة العدل سالي بيس من منصبها لرفضها تطبيق قراره - غير الدستوري في رأيها - القاضي بحظر دخول مواطني سبع دول لامريكا، لكن موجة الرفض تصاعدت وسط مظاهرات وردود فعل مختلفة ضد هذاالقرار.
ننتقل للموقف الأغرب من إتفاق الإدارة الأمريكية مع الحكومة الأسترالية لإستقبال بعض اللاجئين ووصفه للإتفاق بأنه"صفقة غبية" فهذا مؤشر خطير لنقض العهود والتنصل من المواثيق الإنسانية.
لذلك فإننا نساند الحراك الإيجابي داخل أمريكا لوقف العمل بهذا القرار ونبارك قرار السلطات الأمريكية بتعليق العمل به، ونبارك الجهود الإقليمية والدولية والحراك الإيجابي الذي قاده منتدى الجامعيين العراقي الأسترالي ولجنة حقوق الإنسان المنبثقة عنه، ونثمن المذكرة التي رفعت في هذا الشان لحزب العمال.
نؤكد مجدداً أن الإنتكاسة الإنسانية المؤسفة لن تثنينا عن مواصلة السعي لمحاصرة اثار تمددها على بلادنا وفي العالم من حولنا، من أجل إسترداد العافية الإنسانية والأخلاقية وتعزيز التعايش الإيجابي بين كل مكونات الدول والشعوب في العالم أجمع.