نورالدين مدني/سيدني
تزامنت فترة قراءتي لكتاب جول راستون سول "إنهيار العولمة وإعادة إختراع العالم" الذي ترجمه للعربية محمد لطفي مع تصاعد المد الشعوبي العنصري في العالم' الأمر الذي يؤكد ماقلته في مقال سابق عن إنهيار المبادئ الإنسانية بعد سقوط الأيديولوجيات.
لن أحدثكم اليوم عن الكتاب الذي امل الرجوع إليه في مقال منفصل إن شاء الله' لأنني أركز حديثي اليوم عن ما أصطلح على تسميته وسط المحللين السياسين بتصاعد المد اليميني في الغرب' وحتى في روسيا والصين إلى درجة ما' رغم تحفظي على هذا التصنيف البائد في ظل فوضى الأوضاع السياسية والإقتصادية والأمنية في العالم أجمع.
المؤسف أكثر هو خلط هذا الإرتباك السياسي والإقتصادي والأمني وتعمد تغطيته بشعارات دينية بريئة من أجندتهم الشعوبية اللاإنسانية' حتى وإن برروا إنحرافهم الفكري والسياسي والأمني بالجرائم الإرهابية التي يلبسها زوراً وبهتاناً بعض التكفيرين عباءات دينية' والدين برئ منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
أعلنت مراراً وتكراراً موقفي الثابت ضد الإرهاب والإرهابين كما تحفظت على الحلول العسكرية والأمنية التي فشلت عملياً في مكافحة الإرهاب وإنما على العكس من ذلك أثمرت جماعات وكيانات إرهابية أخرى بمسميات مختلفة ومخترقة بصورة سافرة لإثارة الكراهية الدينية والفتن المجتمعية.
أعلنت أيضا موقفي الرافض لردود الفعل الإنفعالية التي تسببت في صعود بعض الزعامات العنصرية المغضوب عليها حتى داخل مجتمعاتها مثل الرئيس الأمريكي المثير للجدل دونالد ترامب الذي مازال يتخبط في سياساته وقراراته المربكة على الصعيدين المحلي في امريكا وفي العالم أجمع.
لم يجف مداد الحبر الذي إنتقدنا به زعيمة حزب أُمة واحدة في أستراليا بولين هانسون التي تريد جعل أستراليا خالصة للأستراليين البيض' حتى فُوجئنابخبر إنفصال السناتور الجنوب أسترالي كوري برناردي عن حزب الأحرار وسعيه لتأسيس حزب " الأستراليون المحافظون Australian Conservatives".