د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
تشهد حرية الراي والتعبير في العراق تراجعا خطيرا تقابلها هيمنة حكومية وتسلط من قوى خاشمة ومرتزقة يتولون قيادة منابر اعلامية ومنظمات مهنية تمنع الحريات وتزور الحقائق استنادا لاجنداتها ومصالحها وصفقات فسادها..
وبلغ الامر لمنع نشر مقالات راي موضوعية وصادقة وتحقيقات استقصائية يحاول اصحابها الكشف عن المخفي من حقائق مسكوت عنها ويمنع اطلاع الراي العام عليها لتورط مسؤولين كبار ونواب من كتل مختلفة من اقصى اليسار الى اقصى اليمين الاسلامي بصفقات فساد يندى لها الجبين وغير مسبوقة عالميا لضخامتها ونتائجها الخطيرة على الاقتصاد الوطني ورفاهية المواطن وامنه ومستقبل اجياله.
ولم تتوقف عمليات القمع بمنع النشر بل امتدت للتهديد بالخطف والاعتقال والاغتيال ووصل الامر لاطلاق الرصاص على المتظاهرين وسقوط العديد من الضحايا الابرياء من المتظاهرين والعناصر الامنية وتؤشر هذه الحوادث لمرحلة كارثية يحاول البعض عن طريقها خلط الاوراق لتحقيق اهداف واجندات تحت مختلف الشعارات والنتيجة خسارة الناس لامنها ولحرياتها العامة وتقليم اظافر الاعلاميين الشرفاء والناشطين غير المسيسين وفقدانهم لفرصتهم في التعبير عن هموم المواطنين ومطاليبهم المشروعة في محاربة المفسدين الذين تسلطوا على رقاب الناس باسم الدين والاستحقاقات الانتخابية وهي بالاصل مزورة لاتمثل ارادة الشعب، وتحويل وسائل الاعلام لواجهات وببغاوات غبية تثير الصراعات وتعبر عن اجندات فاسدة تغلق ابوابها بوجه الاقلام والاصوات المهنية الشريفة وتستبدلها بابواق رخيصة تتناول قضايا سخيفة وتافهة ترضي القادة السياسيين والجهلة المتسلطين على منابر اعلامية ينتسب اليها الاحرار من الصحفيين ويتحكم بهم الاشرار من اصحاب المؤسسات من المتنفذين باموالهم والشركاء بالمحاصصة العائلية في تقاسم المناصب والمصالح، وتحويل دور الصحف من الرقابة والارشاد الى ابواق لتجميل وجه السراق لايحترمها الشعب..!
اننا بحاجة ماسة لحراك واحتجاج من الاعلاميين لايقاف هذه المهزلة الاعلامية وانتزاع الصحف وتسليم قيادتها لاعلاميين عرفهم الجمهور بموضوعيتهم ووطنيتهم ومهنيتهم العالية بعيدا عن المحاصصة والابتزاز والاجندات وبدون تطهير صاحبة الجلالة من المرتزقة لن نجد صحافة حرة ترشد ولن نجد حكومة تسترشد، ويقال ذات الشىء عن المرئي والمسموع والتواصل الاجتماعي انقذوا اعلامنا فهو وسيلتنا لفضح اللصوص والقتلة واخطرهم من اندس بمهنتنا وحولها لمخالب للارهابيين والمفسدين.
ووسيلة للتكسب والارتزاق والابتزاز وممارسة السمسرة وتنفيذ اجندات خارجية لذبح االمواطن وتمزيق الوطن.