نورالدين مدني/سيدني
في أمسية إحتفالة بسدني نظمها المنتدى الأدبي السوداني يوم الثلاثاء الماضي على شرفه وهو في طريق عودته إلى مقر إقامته الحالية بالولايات المتحدة الأمريكية حدثنا عن تجربته الموسيقية. بدأ حديثه بذكر واقعة جمعتني معه والاستاذ فضل الله محمد عندما كان رئيساً لتحرير جريدة "الصحافة" وكان وقتها المحتفى به متعاوناً مع المحرر الفني لصحيفة الصحافة سليمان عبد الجليل' وكيف تحفظ رئيس التحرير على الأسلوب الحاد الذي إنتقد فيه الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي. إنتهزت هذه الفرصة للحديث عن صديقي فضل الله محمد الذي كسبت الصحافة قلمة المهني الموضوعي الحريص على المصداقية والموضوعية فيما خسرت الساحة الفنية شاعراً رقيقاً أثرى الغناء السوداني بباقة من أشعاره الوطنية والعاطفية.
أتيحت الفرصة بعد ذلك للفنان الشاب النذير السر الذي أمتعنا بمجموعة من روائع الغناء السوداني مثل رائعة الكابلي ضنين الوعد ورائعة خليل فرح ماهو عارف قدمو المفارق وأغنية الجريف واللوبيا للفنان أحمد الجابري. عدنا مرة أخرى للإستماع للمحتفى به الموسيقار السوداني عبدالله محمد عبدالله الذي وقف بنا عند محطة من محطاته المهنية في صحيفة "الميدان" حيث ذكر لنا واقعة تكليف الأستاذ محمد إبراهيم نقد له بالكتابة عن ملك العود حسن عطية' وقال أنه أجرى معه حواراً صحفياً نشر في الميدان. تحسر عبدالله محمد عبدالله الله على ضعف الإهتمام بالتوثيق للتراث الفني الذي غذى الوجدان السوداني' وأشاد بتجربة الموسيقار جمعة جابر وإجتهادات السر أحمد قدور ومعاوية حسن يس ومصعب الصاوي وغيرهم من المهتمين بالتوثيق لمسيرة الغناء السوداني.
دار نقاش مستفيض حول إهتمام قدامي الفنانين السودانيين بإختيار الكلمات الرصينة المشحونة بالمعاني والقيم الجميلة والإنسانية' وتراجع الذوق الفني والتركيز أكثر على الإيقاع. واصل الفنان النذير السر تقديم باقة أخرى من الأغاني السوداني الجميلة وسط تجاوب الحضور الذين إستردوا عند سماعهم الطرب السوداني ذكرياتهم الماضية في حياتهم المجتمعية في السودان. تجدد الحديث في هذه الإحتفالية عن ضرورة الإهتمام بإحياء جلسات الإستماع للغناء والموسيقى ضمن نشاط المنتدى الأدبي بسدني وإستعجال إيجاد مقر دائم للمنتدى حتى تتاح الفرصة للنصف الاخر المغيب إضطرارياً للمشاركة الفاعلة في مناشطة.