د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
لم يكن الحديث والتساؤل الخطير الذي رددته العديد من الجهات وملخصه (ماذا بعد داعش ..؟) ينطلق من تكهنات عابرة بل يعبر عن مخططات حقيقية مرسومة للمدن المحررة ومحاولة دولية اقليمية مسنودة محليا لتقسيم العراق...!
وللاسف ان صناع القرار في العراق من النوع الذي وصل لسدة الحكم بالمصادفة وبالمصفحات والدبابات الامريكية او بالنفوذ الايراني والدولار القطري والسعودي وبينهم من انتزع المنصب والثروة الطائلة بالنفاق والنصب والاحتيال والتزوير والدعاؤة والغدر والخيانة وهذه النوعية من الناس لاتمتلك القدرة على التفكير الايجابي واتخاذ وصنع القرار الوطني السليم، وهمها الوحيد كروشها وعروشها واجندات عرابيها ومجنديها لمصالحهم ولعل الشريف والمقتدر غريب بينهم وعمره قصير..! وباختصار نطلق جرس الانذار ونقول ان سوء الادارة الفاسدة بكل تسمياتها الديمقراطية وهياكلها الكارتونية سلمت مقادير الامور ومصائر الناس في مدن العراق كافة للصوص اغبياء سرعان ما انهزموا امام افراد من داعش عبثوا بالارض والعرض ونكلوا بالناس وخربوا المدن بمكوناتها وتراثها الحضاري واسقطوها من قائمة التراث الانساني امام انظار الحكومة الفاشلة والبرلمان الهزيل ومجالس الدجل في المحافظات والبلديات ورغم انف القيادات الامنية الفاسدة وحدث ذلك من شركاء لايخجلون من التحدث عن الانفصال والتبرع بالارض العراقية والمياه الاقليمية والثروة الوطنية للصديق والجار وللمافيات الدولية والشركات الاحتكارية والدول الاستعمارية للوصول بالبلاد لواقع جغراقي اكثر بشاعة من سايكس بيكو..!
وواقع انساني عمق شعور المواطن بالاحباط وافقده الامل بالاصلاح وكرس نهج الخلاص والهروب الفردي او الانغماس مع اللصوص الكبار والعمل معهم والاقتناع بفتات الموائد...! نقول اننا خسرنا المدن وتشرد الملايين من البشر ونفذت عبر هذه الماسي الانسانية المهولة اغرب ابتكارات العمليات النفسية وغسيل الدماغ البشري لقتل الروح الوطنية والطاقة الايجابية تمهيدا لتمزيق العراق وتقسيمه وكانت الاداة الاكثر فعالية حكم الناس من قيادات فاشلة ادت لسقوط المناطق الغربية والموصل وديالى واوشكت بغداد على السقوط وهي ومناطق الجنوب ساقطة عمليا بيد المافيات الاجرامية والمليشيات المسلحة والعشائر المنفلتة فلا وجود للقانون وتطبيقاته وهيبته المفقودة والعراق يمتلك اضخم عدد للشرطة والقوات الامنية في العالم..
نقول اننا قدمنا خيرة الابناء واعز مانملك لتحرير هذه المدن ونجحت قواتنا بكل تسمياتها بهزيمة داعش ولكننا سنخسرها من جديد لغياب الادارة المخلصة النظيفة وتعيش هذه المناطق هذه الايام صراعات مريرة لاغتصاب السلطة فيها بالاستعانة بكل الشياطين لاستبعاد الشرفاء من خدمة هذه المناطق وهذا اول المؤشرات لتذمر الناس الذين ساموا الفساد وفتحوا ابوابهم للارهاب واليوم سيدفعهم الفساد للانفصال وبعدها لن نجد من يضحي بحياته لتحريرها لاننا خسرنا الانسان فيها...اللهم اشهد انني بلغت وهذه المناطق متعطشة للعودة لاحضان نظيفة في الوطن وليست اثمة وملوثة..!