رعد زامل/ العراق
1
لم تكنْ حياتي
غيرَ موجٍ يغشاهُ موج
فلا تسأليني عن الظلام
الذي أوصلني إلى
الظلام
لا تسأليني عن أخر الموانئ
فكلها محفوفةٌ بالقراصنة
لا تسأليني عن البوصلة
فهي الأخرى
تغضُّ الطرفَ عن الضياع
ولكن عن عينيكِ فقط
اسأليني كثيراً
فهما طوقا نجاتي
في بحرِ الغياب ..
2
انظري إلى الحرب
إنها تشيخ
انظري إنهم
يتبادلونَ رفات الجنود
ولكنْ لا احدَ بالذكر
يمرُّ على دمي
الذي ما زالَ
يفورُ على قمصان الغياب
3
على شراع غادر ابي
متجها الى حتفه
وبالقطار ايضا
غادرني الاصحاب
كل يحمل فراشة
على يده
وحدي والحقائب
تفوح بالذكريات
اطوي بالكوابيس الليالي
بينما المحطات
عيون تذرف دمع الغياب.
4
كانت الاطلال بالامس
ابوابي التي
ما اطرقها بالكلام
حتى تفتح القصيدة ابوابها
وتقول لي: هيت لك
اما اليوم
فليس لي
ما اقف عليه
ماثل امام المرايا
اتبادل اطراف الدموع
مع الرجل
الذي يطالعني فيها
والذي كلما سالته:
كيف جفت عيناك من الحزن
يقول لي:
مثلما جفت عيناك
من الذهول
وانت تحدق في بئر الغياب.