رعد زامل/ العراق
1
يا من
قلت للأشجار
كوني مظلة خضراء للعابرين
وقلت للنجم
كن بوصلة في
ذاكرة المبحرين
أنت يا من قلت
للصمت
كن في الفتنة
تلاً يعصم المتوارين
لماذا عند الهجير
تركتني
تأكل الشمس من رأسي
بينما أقدامي
على جمر الكلام ؟
2
أنا القطرة
التي انحدرت من رحم الغيم
وأصلاب المطر
أشهد
أن الماء في طريقه الى الاهوار
قد تعثر
وأشهد أن الروح ترتعش
هناك مثل قصبة
لم يعد بوسع الماء
أن يبعث على شفتها
الابتسامة الخضراء
كما لم يترك الجفاف
في حنجرتها
متسعا للكلام .
3
بالأمس
يوم انفرط كحبات العقد
من حولي الشعراء
قلت لي: أن الشعراء
يموتون
وقلت لك : بل أنهم الى
ما وراء الحقيقة يهاجرون
ها انا ذا
أدون غيابهم
شاعر في البئر
ينتظر قافلة الخلاص
وشاعر على موج التيه
ينتظر شراع الرجاء
ولأنني سيء الحظ - كما تعلمين -
فلم يُقدر عليَّ
أن أهاجر
أو أن أنفرط
أو أغيب حتى
ولكنني على كرسي الانتظار
مصلوب في مقهى
حسن عجمي
أحتسي الشايَ بالخيبة
والنعناع
بعدما صغيراً
قُدر عليَّ
أن أدخنَ تبغ الكلام.