نورالدين مدني/سيدني
حدثان مهمان شهدتهما الساحة السودانية الأسبوع الماضي تحت مظلة"عملية النوايا الحسنة" الأول إطلاق الحركة الشعبية / شمال سراح أسرى الحرب من طرفهم والثاني قرار الرئيس البشير بالعفو عن المحكومين في حوادث إقتتال سابقة.
لن أتحدث عن المشاهد الإنسانية التي لم تقصر الصحف ووسائط التواصل الإجتماعي الإلكترونية في نشرها وبثها بكل مافيها من مشاعر إنسانية‘ لكننى سأركز كلام اليوم عن النفاج السياسي الذي فتحته النوايا الحسنة.
أتوقف هنا عند كلمة عبد العزيز عشر التي ألقاها إنابة عن رفاقة المفرج عنهم من سجن كوبر التي قال فيها إن الكثير من الأمم عانت من ويلات الحرب والجوع والمرض لكن القليل منها من إستفاد من عبر التأريخ لتجاوز طريق الألام.
أضاف عشر قائلاً:
إن حمل السلاح لم يكن هدفاً في حد ذاته وإنما هم سعوا بذلك للتعبير عن قضية وطنية عامة‘ ودعا أهل السودان عامة للإتعاظ من تجارب الماضي لتجاوز الواقع المر إلى مستقبل أفضل.
في ختام كلمته عبر عشر عن أمله في أن تكتمل الصورة بالإفراج عن إبراهيم الماظ وبقية المحكومين الذين شاركوا في معركة قوز دنقو لأن القرار الرئاسي لم يشملهم.
لاشك في أن النوايا الحسنة أثمرت نتائج إيجابية على الصعيدين، الإنساني والمجتمعي خاصة لأسر وأقارب وأصدقاء المفرج عنهم من الجانبين‘ لكنها في حاجة إلى خطوات إيجابية جادة لتنزيل جهود النوايا الحسنة على أرض الواقع وفي حياة الناس اليومية.
للأسف الواقع السياسي لايبشر بتحقيق تطلعات أهل السودان في ظل إستمرار سياسة التمكين القائمة بأساليب مختلفة والتمسك الأصم بمخرجات الحوار المنقوصة والمختلف عيها حتى من قبل بعض من شاركوا في إجازتها.
أثبتت التجارب العملية أن محاولة قفل الطريق أمام التغيير المنشود فاقمت الإختناقات السياسية والإقتصادية والأمنية وأن أسلوب الترضيات الفوقية والجزئية لم تفلح في تحقيق الأهداف المرجوة.
حتى الإنفراج الخارجي المشروط في إنتظار الخطوات الإيجابية تجاه الحل السوداني في الداخل للخروج من هيمنة الحزب الغائب إلى رحاب التراضي القومي الذي يوقف نزف الدم السوداني ويحقق السلام الشامل العادل والتحول الديمقراطي الحقيقي‘ لأن النوايا الحسنة وحدها لاتكفي.