عدنان الفضلي / بغداد
حتى تستقيم الامور السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتعود الابتسامة الى شفاه العراقيين بعد غياب دام لأكثر من اربعة عقود، وحتى تخضرّ حدائقنا وتنظّف مدننا وازقتنا وشوارعنا وتعمّر بيوتاتنا ودوائرنا الحكومية وغير الحكومية، وحتى تجف منابع الفساد في مؤسساتنا ووزاراتنا وتقطع اكفّ السرّاق واللصوص والانتهازيين والنفعيين والمزورين، وحتى تشذّب اخطاء المراحل السابقة ويتم تجاوز التلكؤ الحاصل في عمل المؤسسات والشركات والمقاولين والمتعهدين، وحتى تقوم قائمة الغناء والرسم والتمثيل والشعر والسرد والجمال، وحتى يعود الجبل العراقي الاشم لاحتضان الهور الساخن وحنّاء الفاو، وحتى تتصل اوردة الجنوب باوردة الوسط والشمال، وحتى تتوقف اصوات الباطل والظلاميين والمفخخات والعبوات اللاصقة، وتختفي الاحزمة الناسفة والرمانات اليدوية، وحتى لانسمع صافرات الانذار وسيارات الحمايات وصراخ الاجهزة الامنية، وحتى ننسى مصطلحات الطائفية والتحزبية والقومية والمذهبية، وحتى تبدأ المدن العراقية بكنس الغرباء والدخلاء والخونة والمارقين والجواسيس والمندسين ومشعلي الحرائق، وحتى نعطر افواهنا كل صبح بالصلاة على العراق وآل العراق، وننشد للحب والامل والسلام والحياة والوطن والمواطن، وحتى نعيد ربط العين بالراء والالف والقاف ليتشكل عندنا عراق جديد، وحتى يعود الكتاب خير جلس، وحتى لا نعطي الفرصة لدول الجوار ان تعبث بامننا وتسرق اراضينا ومواردنا وكنوزنا وآثارنا وثرواتنا، وحتى تعتدل امورنا ونغادر خانة الصفر التي وضعنا فيها الاقتتال السياسي على السلطة.
حتى يتم لنا كل هذا ادعو جميع المسؤولين والسياسيين والبرلمانيين والمواطنين البسطاء والنخبويين الى شرب (بطل غيرة) على شرف العراق العظيم.