د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
مازال العشرات من الالاف الهاربين من جحيم دواعش ابو بكر البغدادي يقعون ضحايا لدواعش السياسة والادارات الفاسدة الذين اختلسوا المليارات المخصصة لاغاثة النازحين وتركوهم يموتون من الجوع والبرد والامراض والخوف..! وهذه المشاهد المرعبة ليست فرضيات وتكهنات صحفية او تهم للتسقيط السياسي بل وقائع اكدتها تقارير المنظمات الدولية والاستطلاعات الصحفية المنصفة، بل ان اعضاء في مجلس النواب اعترفوا علنا بهذه المهزلة التي لم تجد من يردعها ويقتص من الجناة الذين بلغوا من السقوط الاخلاقي انهم يسرقون ثمن الخيمة وحليب الاطفال ودواء المرضى وطعام الجياع وهي افعال حقيرة لاتفعلها حتى قطعان الحنازير القذرة فاية طبقة سياسية ابتلينا بها واي مستقبل ينتظرنا بهيمنة هذه الزمر الفاشلة على مصير البلاد باسم الديمقراطية وشعارات الدين وتمثيل المكونات.
لقد اعترف السيد حنين القدو نائب رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في مجلس النوائب بان محافظ نينوى استلم 16 مليار دينار عام 2014 للاغاثة وحتى اليوم لم تجر التسوية وقبض صالح المطلق مليارات تبددت في صفقات وهمية وشاركت في عمليات النهب شخصيات نافذه ومنظمات معروفة في كردستان قبضت مليارات اخرى من منظمات ودول ويزدحم ملف النازحين بقصص فساد لامثيل لها في تاريخ الشفافية الدولية ومنها صرف ملياري دينار لتاجير مستشفيات في اربيل ودهوك يتعذر وصول اهالي الموصل اليها لضوابط قاسية تطبقها البيشمركة تصل للتصرفات العنصرية، وابسط الغرائب اسعار الخيام والكرفانات وهي اغلى من الخيمة الرئاسية للرئيس القذافي..!
قصص وحكايات ماساوية استخدمها البعض للمتاجرة السياسية والاثارة الصحفية، لكن المهم ان الحكومة والبرلمان والطبقة السياسية منشطرة بين الاختلاس والعجز والاكتفاء بالفرجة وتبادل الاتهامات ويبقى ونقول ذلك للتاريخ الموقف الشهم للقوات المسلحة العراقية بكل تسمياتها ومعها الحشد الشعبي لتضحايتهم في فتح ممارات امنة للمدنين ونقلهم وانقاذهم من مخالب داعش وتقاسم الرغيف معهم في ملحمة انسانية لم ينصفها الاعلام العربي والدولي ويكفي ان اهالي المناطق المنكوبة اصبحوا يميزون بين المحررين والمتاجرين بالسياسة والدين والطائفة فشتان مابين اخلاق المقاتل ونذالة القاتل بالرصاص على طريقة الدواعش او بالاختلاسات على طريقة دواعش السياسة.