د. هاشم حسن التميمي/ بغداد
لنطالع هذا الخبر الفاجعة ويشتمل على معلومات دقيقة لا تحتمل الشك او التلاعب لأنه صار من اعلى جهة مالية في العراق عززت تصريحاتها وإعلاناتها المتكررة بالوثائق والادلة لكن الصمت هو سيد الموقف الكل اصيب بالصمم الحكومة والبرلمان والقضاء والشعب المنكوب والاعلام الفاسد اصيب ايضا بالخرس التام لأنه قبض فتات الموائد.. وهيئة النزاهة اصبحت مثل دينكيشوت تحارب طواحين الهواء..!
يقول الخبر: (تصاعدت تحذيرات الخبراء الاقتصاديين من انهيار الوضع الاقتصادي في العراق بعد إعلان اللجنة المالية في البرلمان العراقي عن ارتفاع ديون البلاد الداخلية والخارجية إلى 119 مليار دولار، حسب ما أعلنت عضوة اللجنة المالية ماجدة التميمي واشارت الى أن مجموع الديون الداخلية والخارجية التي بذمة العراق بلغت 119 مليار دولار، بينها 80 مليار دولار ديون خارجية. مؤكدةً أن مجموع الديون كانت 107 مليار دولار إلا أنه بعد القرض البريطاني المقدر بـ 12 مليار دولار أصبح مجموع الديون 119 مليار دولار، معربة عن تخوفها من ذهاب القروض الأخيرة المخصصة لإعمار البنى التحتية لجيوب الفاسدين.. واكدت التميمي وجود مافيات بصورة تجار وشركات ومصارف اهلية، على ارتباط مباشر بشخصيات من كبار المسؤولين الحاليين بالحكومة والبرلمان، لا تزال تسيطر على مزاد العملة الصعبة في البنك المركزي، ما أدى إلى استنزاف خزين العراق من الدولار واصبحت هذه العمليات وظاهرها رفع قيمة الدينار العراقي وموازنة السوق المالية نافذة للفساد لتهريب الاموال وتبيضها ومليارات الدولارات فقدها العراق بسبب بيع العملة وفق آليات قديمة وغير مستحدثة..). وكشفت التميمي عن حقائق اخرى لصفقات فساد لم يحدث مثيلا لها في تاريخ الفساد من زمن حمورابي الى عصر العبادي وسليم الجبوري.
ويؤكد الخبراء ان قرابة الف مليار من عائدات النفط في العقد الاخير والاحتياطي الوطني من العملة الصعبة وموارد اخرى اختلستها القيادات العراقية الفاسدة وهربتها للخارج وما تبقى تبتلعه الرئاسات الثلاث عن طريق رواتب ومخصصات غير مسبوقة للكبار واقاربهم وحاشياتهم من المزورين والقتلة في اكبر عمليات رسمية للنصب والاحتيال وسياسة تجويع الشعب وتجنيده لمحارق الحروب واستنزافه وغسيل دماغه بالشعارات القومية والطائفية لكي لايوجه كفاحه لاقتلاع المفسدين في الدولة الاتحادية واقليم كردستان وهم جميعا يفتعلون الازمات لخداع الشعب وتنفيذ مخططات اجنبية لتمزيق البلاد.
ولم يعد غريبا ان يتامر رئيس مجلس النواب وقادة كتل كما فضحها شريط صوتي سربه الكربولي لتقسيم العراق لتحقيق رغبات خليجية واقليمية وجرى ذلك في مؤتمر اسطنبول.. ورئيس الحكومة عبود يصعر خديه للكل لتلقي الضربات وتحقيق رغبات اللصوص والمتآمرين يجلب لهم القروض المليارية والتي دمرت مستقبل العراق وقيدته لعشرات السنين لأنها ذهبت لجيوب الحرامية ولم توظف للتنمية فكل المشاريع الزراعية والصناعية والاسكانية وهمية ولم ينفذ منها 1% بل ان موارد الكمارك بالمليات هي الاخرى ومعها الضرائب تنهب واصبح لكل مافيا ابار للنفط ومنافذ وموانئ وسفن لتصدير النفط المهرب والاثار وكل وثيقة واثر له قيمة وبذلك يضربون عصفورين بحجر واحدة ويتشابهون مع داعش في نهب ثروات العراق واخفاء كل ما يؤكد وحدته وتاريخه العريق تمهيدا لإبادة شعبه بأبشع الطرق.
فهل هنالك مؤامرة اكبر من ذلك لإبادة شعب ومحو حضارة علمت الانسانية الكتابة والفنون والآداب والقانون وهي اليوم تعيش في ظل الجهل والامية وغياب القانون وتحكم المزورين والحرامية بمصير المفكرين والعلماء وما تبقى من الشرفاء المغلوب على امرهم والمهددين بمليشيات الجهل الدموي، فصدق امير المؤمنين فحين سُئل الإمام علي بن ابي طالب، ما يفسد أمر القوم يا أمير المؤمنين؟
قال : ثلاثة وثلاثة
وضع الصغير مكان الكبير.
وضع الجاهل مكان العالم.
وضع التابع في القيادة..
فويل لأمة: مالها عند بخلائها.
وسيوفها بيد جبنائها. وصغارها ولاتها
والكاتب الشهير جورج ارويل وكانه يتحدث عن ساسة العراق الحاليين حصريا (السياسيون في العالم اذا تشاجروا افسدوا الزرع واذا تصالحوا اكلو المحصول).
ولو كان ارويل حيا لقال ان ساسة العراق اذا تخاصموا قتلوا العباد واذا تصالحوا سرقوا ثروات البلاد صدق امير البلاغة ولم يكذب اورول فقد حلت علينا اللعنة والكارثة لاننا جميعا شركاء بمشاركتنا لهم او صمتنا على جرائمهم.