نورالدين مدني/سيدني
ظلَّت العلاقات السودانية المصرية فوق كل الخلافات السياسية التي تُسببها النُخَب الحاكمة ولم تتأثر باختلاف أنظمة الحكم هنا وهناك.
كانت هناك تطلّعات مشتركة نحو الوحدة، منذ فجر الإستقلال، عَبَّر عنها في السودان الحزب الوطني الاتحادي، ونحو التكامل كما في مرحلة لاحقة، وإلاخاء في مرحلةٍ أخرى؛ واستمرت هذه التطلعات رغم الإخفاقات التي حَدَثت على أرض الواقع.
ظَلَّت مصر تشكل عمقاً استراتيجياً للسودان، كما ظل السودان يُشَكِّل عمقاً استراتيجياً لمصر.
وظلت جسور التشاور السياسي والتواصل الاجتماعي والتعاون الإقتصادي قائمة في كل العهود السياسية؛ تختلف اختلاف درجته ولكنها تظل قائمة.
الوجود السوداني في مصر قديم، بدأ قبل استقلال السودان، وظَلَّت مصر تستضيف كل من يلجأ طلباً للعلم أو الأمان، خاصة العلاقات الإجتماعية السودانية المصرية، وأصبحت هناك أسر مصرية من أصول سودانية في مصر، أسر سودانية من أصول مصرية في السودان.
نقول هذا بمناسبة الحملات الإعلامية المسمومة التب تستهدف النيل من عمق العلاقات السودانية المصرية بصورة لا تخدم للبلدين ولا للشعبين قضية بل تضر بالمصالح المشتركة وتهدد بصورة سالبة مستقبل العلاقات السودانية المصرية.
نعم هناك مظاهر سالبة وسلوكيات مرفوضة وأخطاء معترف بها..
لكنها لا تبرر هذا العداء المصطنع والجفوة المفتعلة' إنما تحتاج لمعالجة عقلانية تحفظ لنا ولهم كامل الحقوق والإحترام والتقدير بلا تجريح في حق بعضنا البعض.
إن التحديات الداخلية في البلدين تستوجب تبادل الخبرات والتجارب، بما يُعَزِّز الحريات والديمقراطية والتعددية القائمة في كل قطر، لتحقيق الاستقرار المشنود في البلدين الشقيقين بما يُمَكِّنهما من إنجاح مشروعات التعاون المشترك بينهما سياسياً وإقتصادياً.
إن أخطاء الممارسة الديمقراطية والمجتمعية هنا وهناك تحتاج إلى صبر ومعالجة حكيمة واحترام متبادل فى العلاقات، وليس إلى تأجيج المعارك والفتن بلا طائل.