نورالدين مدني/سيدني
اعجبتني كلمة الاستاذة وداد فرحان رئيسة تحرير صحيفة بانوراما الاسبوعية بسدني في العدد الماضي "وما خفي" بعنوان:
"جبروت الخلل" في مناسبة الاسبوع الدولي للعائلات التى جعلته منظمة الامم المتحدة اسبوعا لتعزيز الاهتمام بالعائلة في منظومة المجتمعات والشعوب.
ان الاسرة كما هو معروف - قبل طغيان الحرية الفردية - هي نواة المجتمع وان سلامتها وتماسكها يعني سلامة وتماسك المجتمع، لـذلك كان لابد من استمرار التنبيه لحمياتها من جبروت الخلل الذي اصبح يهدد بناءها واستمرارها وتكثيف الجهود لاسترداد ماكنة الاسرة والحياة الزوجية القائمة علي المودة والرحمة، للاسف ان مساحة الحرية المطلقة تركت الحبل علي غارب الحياة الاجتماعية دون اعتبار للمخاطر والمهددات الاخلاقية التي بدات تطفح علي سطح المجتمعات عبر جرائم القتل والعنف والتحرش الجنسي والاغتصاب والانتحار وسط الانتشار المفزع للمخدرات بمختلف مكوناتها وسط الشباب.
بعيدا عن التدخل في حياة الافراد الخاصة التي ندرك الاسباب المجتمعية والذاتية لانتشاربعض ممارساتها خارج اطار الاسرة والمقننة في بعض دول العالم لابد من التفريق بين واقع هذه الممارسات التى تحتاج لمعالجة حكيمة وبين الدعوة والتبشير بهذه الممارسات.
اقول هذا بمناسبة ظهور بعض الاعلانات التي تتكرر في كثير من القنوات الاسترالية لا تخلو من اشارات موحية مثل تلك التي بدرت من احدي المشاركات في حملة اعلانية تحت شعار "انا حرة" I am free ادته بحركة ذاتية بمعني غير مقصود للاعلان وقد تم سحبها لاحقا.
هناك اعلان اخر - بغض النظر عن رسالته الاعلانية - يصور امرأة على فراش النوم وكانها تبحث عن مرادها عبر مشاهد تغيرها بنفسها لرجال من مختلف الاعمار الي ان تظهر اخرى تكشف عن مفاتنها ففرحت بها وكانها وجدت ضالتها!!.
مرة اخرى لابد من التوضيح باننا لا نتدخل في شؤون احد بما في ذلك شخوص الاعلان لكننا نتناول قضية عامة، ونؤكد مجددا انه لابد من التفريق بين عدم التدخل في الشؤون الخاصة للاخرين وبين الترويج للممارسات التي تهدد البناء الاسري والمجتمعي.