نورالدين مدني/سيدني
تزداد الحاجة كل يوم لاسترداد العافية المجتمعية في ظل طغيان الحياة المادية وسطوة اليات التقنية الحديثة والفضائيات ووسائط التواصل الإجتماعي المفتوحة "سداح مداح" خاصة وسط الاطفال والشباب مع شبه غياب لدور الاسرة ومؤسسات التربية والتعليم في حمايتهم/ن.
هكذا تتعقد التحديات التربوية أكثر خاصة في المجتمعات المفتوحة - إذا صح التعبير - التي تضع القوانين والضوابط التي تحمي حقوق الاطفال والشباب وإن على حساب مكارم الأخلاق التي تعرضت لزلازل حقيقية لا تقل خطورة من الزلازل البركانية. في استراليا على سبيل المثال لا الحصر تفجرت هذه الأزمة التربوية وسط إزدياد الضغوط على رئيس الوزراء الفدرالي مالكولم تيرنبول لإجازة مشروع قانون يعزز حقوق المثليين.
في نفس الوقت الذي كشفت دراسات علمية اجرتها المفوضية الأسترالية لحقوق الإنسان وسط عينة عشوائية من 31 ألف طالب في 39 جامعة ان واحداً من كل خمسة طلاب تعرض للتحرش الجنسي. اوضحت الدراسة ان 94% من الطلاب الذين تعرضوا للتحرش الجنسي لم يتقدموا بشكوى رسمية إلى جامعاتهم، وأن 84% من الذين تعرضوا لاعتداء جنسي لم يبلغوا عن ذلك.. الامر الذي دفع نائبة عميد جامعة نيو انقلاند أنابيل دنكان لإصدار بيان تشجب فيه تنامي حالات التحرش والإعتداء الجنسي وسط طلاب الجامعات. في نفس الوقت أصدر نائب عميد الجامعة الوطنية الأسترالية البروفسير براين شميت بياناً إعتذر فيه للذين تعرضوا للتحرش أو الإعتداء الجنسي ولم يتلقوا ما يحتاجونه من الجامعة عند التعامل مع حالات الإعتداء.
إعترفت الجامعات خلال الإستطلاع المصاحب للدراسة بضرورة زيادة الإهتمام بحماية الطلاب من الإعتداءات والمضايقات الجنسية وأكدوا إلتزامهم ببذل المزيد من الجهد لضمان أمن وسلامة كل طالب ليتمكن من الدراسة في بيئة صحية خالية من مثل هذه المهددات.
هذا يؤكد ما سبق وكتبت عنه في مقال سابق في"بانوراما" بمناسبة الأسبوع العالمي للعائلات بعنوان" جبروت الخلل يهدد البناء الأسري" نبهت فيه لبعض المخاطر الأخلاقية التي أصبحت تهدد البناء الأسري والمجتمعي تحت مظلة حماية حرية الفرد، خاصة وسط الأطفال والشباب. مرة اخرى نؤكد انه لابد من التفريق بين كفالة حرية الأطفال والشباب وحمايتها، وبين سوءإستغلالها والإنحراف السلوكي بها بما يضرهم/ن في أنفسهم/ن ويهدد مستقبلهم/ن ومستقبل البناء الأسري والمجتمعي. لذلك لابد من حماية وتعزيز دور الأسرة والمؤسسات الدينية والتربوية بما يمكنهم من حسن تنشئة الأطفال والشباب بما يحقق التوازن النفسي والمجتمعي ويساعدهم/ن على مساعدة إنفسهم/ن وبناء مستقبلهم/ن.