نورالدين مدني/سيدني
إبان زيارتي لبريطانيا في زمن مضى لفت نظري وجود متشردين ومتشردات في قلب مدينة لندن وعبرت عن دهشتي في مقال كتبته في صحيفة "الصحافة" السودانية تحت عنوان "لندن 77"، لكن علمتني أسفاري الكثيرة أن هذه المشاكل موجودة في كل دول العالم.
لذلك لم أُدهش عندما رأيت مدينة للخيام أمام مبنى برلمان نيو ساوث ويلز في قلب مدينة سدني تضم عدداً من الخيام يعيش فيها بعض المتشردين والمتشردات الذين طالبوا رئيسة حكومة نيوساوث ويلزغلاديس بريجيكليان أن تاتي إليهم وتستمع لشكواهم. هذه ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الحكومة الأسترالية فهناك مشاكل أخرى مثل معضلة طالبي اللجوء المحتجزين في جزر خارج أستراليا بحجة أنهم وصلوا غلى الشواطئ الاسترالية بالقوارب وإعتبرت الحكومة أن هذا أسلوب غير شرعي للجوء.
هذا عدا الخلافات الداخلية التي يعاني منها حزب الاحرار الحاكم التي يقودها رئيس الوزراء الفيدرالي السابق توني ابوت الذي يسعى لاسترداد وضعه في قيادة الحزب والحكومة، وقد إنتقد وجود مدينة الخيام في قلب سدني وقال غنها تعيق حركة المواطنين اليومية. رئيسة حكومة نتيوساوث ويلز بيريجيكليان قالت إن هذه المدينة التي تضم عدداً من الخيام ومطبخاً عاماًٍ ومنطقة للكحول والمخدرات ليست في وضع صحي وقالت ان سكانها رفضوا ترحيلهم إلى سكن بديل !!.
اندريا إحدى الناجيات من العنف المنزلي قالت في تصريحات نشرتها صحيفة ال "قارديان" الاسترالية إنها تنام في مدينة الخيام لتكون قريبة من إبنها الذي يعالج في مستشفى قريب، وأضافت قائلة: هناك أشخاص في مدينة الخيام يحتاجون للمساعدة. مشكة اخرى عالقة امام الحكومة الأسترالية والمعارصة أيضاً وهي مشكلة السكان الأصليين لأستراليا "الأبوروجينيين" الذي إنتقدوا الحكومة والمعارضة إبان إحتفالهم بمهرجان غارما لعدم قيامهما بتضمين مكانة الأبورجيين في الدستور.
مثل هذه المشاكل المجتمعية تتطلب معالجات جذرية لتامين السلام المجتمعي وتعزيز التعايش الإيجابي بين كل مكونات النسيج الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق، ولابد من اجراء دراسة حالات سكان مدينة الخيام خاصة المدمنين منهم/ن لأنهم يشكلون خطراً على أنفسهم وعلى المحيط المجتمعي عامة، والإسراع بترتيبات ترحيلهم بشكل سلمي.