مجيد الدليمي/ سيدني
كنت في ضيافة القنصل العراقي العام في سدني الاستاذ باسم في مقره الجديد بمناسبة الافتتاح، وهو الرجل الاستثنائي في الوفاء والنبل والاحتفاظ بقيم ومثل التربية المتفوقة التي كوّن عليها سلوكه ونمط بها مساراته التعاملية مع الانسان والأرض والكيان.
من هنا فان حبه للعراق مزروع في داخله يحمله عشقا أزليا ويقدمه للعالم ككيان حر مؤثر وفاعل ومشارك في ترسيخ وتكريس ثقافة الحوار والتسامح والتآخي بين أفراد البشر.
تناولنا في الجلسة عن ما شاهدناه من ورشة إنماء يقودها سعادة القنصل بنفسه والتي تعيد الى الاذهان ذاكرة امجاد ونضال وكفاح رجال العراق. وتناولنا أيضا العديد من الهموم والهواجس والمتاعب التي تواجه هذا القطاع الحيوي والحساس في اداء العمل والقيام بواجباته وتعاطي مسؤولياته سواء في توفر الإمكانيات أو - وهذا هو المهم جدا - في تفاعل وتعاون المواطن المغترب مع هذا القطاع وبالتالي الوطن وادراك حساسية ما يواجهه وطننا من مخاطر كارثية لو استفحلت، ومن خسائر في ممتلكات الناس وارواح البشر.
الحديث عن هذا اللقاء ليس موضوعي وليس من حقي التجاوز على جهود القنصل والعاملين معه في النجاحات المبهرة أو في كشف ما سيطرحونه من خلل ومعالجات في أمور مهمة جدا تتعلق في خدمة المواطن، لكني أتوقف عند جملة قالها سعادة القنصل اثناء حوارنا وهي ( نعمل كثيرا على توفير الوعي وتكريس التوعية عند المواطن في كل امر يخص العمل الدبلوماسي، فبدون وعي المواطن لانستطيع تحقيق النجاح الذي نسعى له ونحلم للوصول اليه على كافة الصعد في خدمات العمل الدبلوماسي.
إذن الوعي هي مفردة جميلة وأخاذة وساحرة ومغرية هكذا قالها سعادة القنصل اذا توفرت كسلوك وممارسة وكثقافة عامة عند الناس وفِي كافة شرائحهم وأطيافها تجاوزنا الكثير من الخلل والأوجاع الحياتية واختصرنا الزمن في انطلاقتنا وتوثبنا نحو صناعة تنمية شاملة على كل الصعد والاتجاهات ووفرنا على أنفسنا والوطن اكلافا باهظة من الهدر المادي وضياع الثروات من خلال عدم تقديرنا واحترامنا ومحافظتنا على منجزات الوطن وتنميته وتطوير مرافقه وبناه التحتية التي هي هدف من الأهداف لتحقيق رفاهية الناس. كلمة القنصل العام وهو الرجل الصادق المؤمن الواضح والصريح تأتي في وقت وزمن يقف فيه العراق على حافة الخطر بفعل الفكر المتطرف الغبي والاستبداد الديني الذي لايحمل مشاريع ورؤى تنموية وإنما يسوقون هذا الوطن الى متاهات الفوضى التي تقتل كل طموحاتنا وأهدافنا في التنمي والتنوير .
سعادة القنصل العراقي في سدني قد قال كلمته ولَم ييأس لانه مؤمن بان العقل سيسود والحكمة ستطغى على الجهل والتخلف وسيبقى العراق حضن العروبة وملهمها في صناعة الحضارة والمعرفة.