شوقي العيسى/ ملبورن
منذ اليوم الأول لحملته الإنتخابية في جميع الولايات الأمريكية وخطابه المتطرّف والعنصري واضح وجلي، خصوصاً بعد أن بدأ حملته بعداء المسلمين في العالم وتكريس الحقد والكراهية ضدهم ما أثار موجة كبيرة من الإعتداءات ضد المسلمين. بالاضافة الى ميله الواضح لليمين المتطرف في أمريكا من خلال كسب الأصوات من البيض خلافاً ما كان عليه أوباما.
إن ما شهدته الأحداث الأخيرة في ولاية فرجينيا من أعمال عنف تنذر بخطر قادم للولايات المتحدة الأمريكية بحكم الرئيس الأمريكي ترامب وهو أعادة للنازية الجديدة من قبل اليمين المتطرف الذي أتكئ عليه ترامب في حملته الأنتخابية.
حيث ذكرت "فرانس 24 " أن أعمال العنف التي وقعت في مدينة شارلوتسفيل بولاية فيرجينيا الأمريكية إثر تجمع لليمين المتطرف إلى سقوط ثلاثة قتلى وعدة جرحى.
إذ أقدمت سيارة على صدم حشد خرج في تظاهرة مناوئة للتجمع ما أدى لمقتل سيدة وجرح 19 شخصا من مجموعة خرجوا في تظاهرة مضادة تنديداً باليمين المتطرّف.
وكما أظهر شريط فيديو أن سيارة داكنة اللون تصدم بعنف مؤخرة سيارة أخرى قبل أن تنطلق مجددا في اتجاه الخلف وسط متظاهرين.
وأظهرت مشاهد أخرى جرحى ممددين أرضا.
ما يخيّب الآمال أن إدانة الرئسي الأمريكي الخجولة
جداً مع الأحداث الإرهابية الدامية والتي وصف فيها من بدمينستر في ولاية نيو جيرسي، حيث يمضي إجازة على أعمال العنف في شارلوتسفيل، قائلا "ندين بأقصى التعابير الممكنة تظاهرة الكراهية الضخمة هذه، والتعصب الأعمى، وأعمال العنف التي تسبب بها أطراف عديدون".
من هم يا سيادة الرئيس الذين يتسببون بأعمال عنف والتعصب والكراهية؟
ألست ممن بدأ هذا التحريض عندما توليت رئاسة أمريكا بتعيينك مستشارين أثنين ممن يعرفون بإنتماؤهم لليمين المتطرف، فما هذه الإزدواجية بالتعاطي مع الأحداث الدامية والتي لحد الآن لم يصنف هكذا حادث مأساوي مروع بالحادث الإرهابي، ولم يسلط أي إعلام الضوء على هكذا أحداث عدائية وتعصب إرهابي أعمى كما يصور الإعلام بأي حادث آخر بأنه عمل إرهابي كما حدث في لندن وفرنسا وغيرها من الدول التي كانت فريسة للإرهاب.
وذكرت وسائل الإعلام عن مسؤولين أمريكيين أن سائق تلك السيارة أودع السجن، مشيرا إلى أن الشرطة تتعاطى مع الوقائع على أنها عملية "قتل إجرامي".
ممتاز جدأ سيودع السجن ويتعامل معه على أنه سجين وله كافة الحقوق التي تعطى له من خلال إتمام المهمة العدائية والعنصرية التي كلـّف بها.
لم نسمع ماهو انتماء هذا الشخص الديني؟
كما حصل في حوادث أخرى.
من هذه الحادثة ومن خلال تعاطي الرئيس الأمريكي معها والإعلام ما ينذر بخطر كبير محدق بإمريكا من خلال تمكين العنصريين البيض ضد السود في عودة أخرى للصراع المستمر من إضطهاد وإستعباد السود وهذا ما يخالف القوانين والوائح التي تنادي بحقوق الإنسان، وهذه دلالة واضحة أن أصناف من الشعب الأمريكي مهيئة ومعدة للعداء والكراهية سواء كانوا أمريكيين أو غيرهم ممن يقيمون في أمريكا.
للأسف الشديد أن سائق السيارة الذي عمل الحادث الإجرامي يتعامل معه على أساس شخص عادي قام بجريمة ، ولو كان نفس العمل الإجرامي قام به شخص مسلم لكان توجيه الإتهام للدين الإسلامي وإتهام المسلمين على أنهم إرهابيون ومن الممكن أن هناك تداعيات وردة فعل تقابل من قبل الناس الآخرين، من هنا نقول أن ليس كل من أقدم على فعل إجرامي إنما ينفذ أجندات دينية كما يحدث في دائرة الإعلام العالمي والتهويل الكبير في تسليط الضوء على أن الإرهاب من المسلمين.
كلا وألف كلا فالعالم الكبير يشهد الكثير من هكذا حوادث شخصية سببها العداء أو العنصرية أو ربما المرض النفسي الذي يؤدي بالجاني على الإقدام على أي عمل أهوج.