شوقي العيسى/ ملبورن
لا يخلو أي مجتمع من الظواهر السلبية التي تعبث بالمجتمع، ومن الظواهر السلبية الشرق أوسطية التي طرأت على المجتمعات الغربية والتي خطت إنطباعات سلبية مقترنة بالافعال وردود الافعال الناجمة من تلك الظواهر السلبية والتي ما إن استعرضناها لم نكد نحصيها وعلى سبيل المثال: شخص يصلي على سكة القطار الداخلي والمسمى (الترام) حيث يقطع هذا العابد والزاهد طريق الترام لمدة دقائق بإمتعاض الناس التي تجمهرت وتعجبت من هذا السلوك الغير مسبق والغير لائق من إنسان يقطع طريق لاجل أن يصلي ويجلب الويل والثبور والبغض على هذا الدين الذي يطلب منه أن يصلي في الشارع العام. فقد خلت جميع الأماكن الا أن يقوم هذا الأفندي بقطع الطريق، فلا يوجد دين من كافة الأديان السماوية تتيح للمرء أن يقطع طريق العامة لاداء عبادة، فالعبادة بين المرء وربه وليست إيذاء للآخرين. فإن هذا الاستهتار وعدم الإكتراث بالآخرين دليل على انحطاط وعدم أخلاق تلك الأفعال والأشخاص الذين تصدر منهم تلك السلوكيات البلهاء. وفي منظر آخر تناقلته وسائل الاتصال الإجتماعي من صلاة سائق إجرة أوقف سيارته في أحد الشوارع المكتظة بالمارة وإعتلى السيارة ليصلي فوق سيارته في مشهد مثير ويدفع للإستهزاء وقسم من المارة إنتابه الشعور بجنون هذا العابد الذي بسلوكه المشين اعطى انطباع غير جيد للدين. لا أحد يعترض على عبادة أحد أو أداء صلاة ولكن ليس بقطع الطريق أو جلب أنظار الآخرين الذين لا يعرفون ما معنى هذه الحركات والتي قد يعتبرونها جنون أو بهلوانية أو استعراض لهم. ومن الظواهر السلبية أيضا هو ارتداء النقاب في المجتمعات الغربية من قبل النساء وقيادتهن السيارة وسط تخوف ملحوظ من قبل المجتمع الغربي من ان تكون أحد الارهابيين الذين يختبئون خلف ذلك النقاب فضلاً عن عدم معرفة السائق أو مرتدي النقاب إنثى أو ذكر، والأنكى من ذلك عندما تستوقف الشرطة أحد النساء المنقبات وتطلب منهن أن تكشف عن وجهها لمعرفة ومطابقة هويتها مع السائق وتواجههم برفض وعناد غير مبرر لذلك. فإذا كنت تخافين أن ينظر اليك من قبل الآخرين إجلسي في بيتك وإهتم بنفسك بدل إستعراضكن كمن كنتن (حافات المياه أو سلاحف الننينجا).
وفي مشهد آخر كنت قد شاهدته بنفسي حيث كنت في أحد المصارف التجارية أقف بالدور وإذا باحد النساء المنقبات قد دخلت المصرف فسمعت الذي خلفي يرتجف ويقول "أو يا إلهي أو يا إلهي ما هذا"، أما الأخرين فقد رمقوها بنظرات إزدراء وتقزز من ذلك المنظر الذي لم يتعودوا عليه.أما أنا فلا أخفي قلقي فقد فكرت إنها ستفجر المصرف.
منظر آخر من مناظر الرجال الذين ارتدوا اللباس العربي (الدشداشة) القصيرة وقد أطلقوا اللحى ووضعوا على رؤوسهم طاقيات وكأنهم في باكستان أو افغانستان أو السعودية وقد أنطلقت جحافلهم تملأ الشوارع في يوم الجمعة قاطعين الشوارع ، يعبرونها من غير مناطق مخصصة للعبور وسط توقف ملحوظ للسيارات العامة في شلل واضح لحركة المرور. بصراحة عندما أراهم إشعر بالقشعريرة والتقزز لأني أراهم كائنات ومخلوقات ليست من جنس البشرية لا لأنهم يقطعون الطرق ويعمون الفوضى بل لأن النظافة تخلو منهم. قد تكن كل تلك الظواهر طبيعية ومألوفة في الدول الشرق أوسطية ولكنها تعتبر شاذة وغير مألوفة في المجتمعات الغربية التي فتحت أبوابها في استقبال هؤلاء الذين اضطهدوا وتشردوا من دولهم التي تعاني من الدكتاتورية أو عدم الاستقرار أو الفقر، فلا يمكن أن تنقل تلك الظواهر السلبية الى المجتمعات الغربية ونجعلهم يحكمون على جميع تلك الدول بالجهل والتخلف، لماذا يتم ايداع صورة واضحة لدى المجتمعات الغربية بأن هؤلاء وسلوكياتهم تعتبر سلوكيات شاذة وغير متزنة متمازجين مع الصورة التي رسمها الاعلام عن تلك المجتمعات التي اطلق عنها مجتمعات ارهابية واعتبروا أن الدول الشرق اوسطية منبع الارهاب؟ أن السلوكيات والادبيات التي يترجمها الانسان تعكس الواقع الذي جاء منه، فكلما كانت السلوكيات متزنة وتترجم اخلاق المجتمع الذي جاء منه قد حكم بالايجاب على جميع ذلك المجتمع وبالعكس، ولهذا ما جعل البعض في برامج تسمى بالبرامج المضحكة أن يظهر شخص يرتدي زي شرق أوسطي ويخيف الناس المتجمعة في أماكن عامة كأن يحمل معه سلاح أو شيء آخر يوهم الاخرين بأنه إرهابي قادم اليهم ما يجعلهم يهربون بشكل مخيف وقد يصاب أحدهم بالسكته أو الخوف والرعب. هكذا برامج يجب ان يتم ايقافها ونشرها من البث او عدم السماح لهؤلاء أن ينفذوها لانها قد تؤذي الناس.
واخيراً أن ترجمتنا لسلوكياتنا تجعل الحكم على دولنا التي قدمنا منها بالتخلف أو التقدم. فمن يريد أن تكون سلوكياته تختلف عن سلوكيات المجتمعات الغربي المتزنة فعليه أن يعود من حيث أتى، فلا أحد أرغمكم على القدوم لهذه البلدان لنقل وباؤكم وشذوذكم اليهم.