نورالدين مدني/سيدني
إستضاف المنتدى الأدبي السوداني بسدني الكاتب بدرالدين يوسف السيمت ليحدثنا عن كتابه" التجاني.
وتر من الناي المقدس ومن بقايا المرسلين" فحلق بنا في أجواء صوفية نورانية وهو ويقدم سيرة الشاعر الراحل المقيم التجاني يوسف بشير. هذه ليست المرة الاولى التي أقرأ أو أستمع فيها لإفادات عن شاعرنا التجاني، لكن السيمت جعلني أتعرف عليه من زاوية أخرى اقرب للوجدان السوداني العام والصوفي بوجه خاص، وهو يقدمه لنا من خلال تدبر تجليات بعض أشعاره.
حدثنا السيمت عن الدراسات التي كتبت عنه وعن مهرجانات التكريم المستحقه التي حظي بها، وأضاف قائلاً: إنه مع كل هذا فإن القيمة الكبرى للتجاني لم تعرف بعد وان الوجه الحقيقي لهذا الشاعر المجيد مازال خافياً، وقد جسد التجاني ذلك في قوله:
ما أنا شاعر وجميع نظمي بعيد عن شعري المغنى.
ثم تحدث السيمت عن ديوان" إشراقة" الذي خصص له الفصل الثاني من كتباه موضوع المنتدى وقال إن التجاني رمز لنفسه بإشراقة وهو يقول: هي نفسي إشراقة في سماء الله تحبو مع القرون وتعطي موجة كالسماء تقله من شط وترسى في الوجود بشط.
في فصل ثالث حدثنا السيمت وقال إن التجاني هام بالنور يرقص في إضطراب وهمس فصار يركض كالبحر من حنون ومس.. لقد طفر التجاني في صرح قلبه إلى قرارة نفسه فرأى إطلاق الجمال في انوار القلب، هنا تذكرت الشطر الروحاني الذي عبر عنه بذات المعنى الصوفي مؤسس الطريقة العزمية الإمام المجدد محمد ماضي ابو العزائم رضوان الله عليه وهو يقول: رأيت الجمال أراني الجميلا.. فوضح جلا إليه السبيلا.
دلف بعد ذلك السيمت ليحدثنا عن نظرات التجاني بسحر العيون في جمال الوجود وجلال الجمال في قلبه وقد تجسد ذلك في كثير من أشعاره مثل قوله: هذه النملة في رقتها رجع صداه هو يحيا في حواشيها وتحيا في ثراه..
إلى ان خلص التجاني للمعنى النوراني الملهم وهو يقول: كل مافي الكون يمشي في خناياه الإله.
أدهشنا السيمت وهو يكشف بعض خبايا العروة الوثقى التي ربطت بين الأستاذ محمود محمد طه والتجاني يوسف بشير وأورد بعض الأمثلة التي تؤكد هذه الصلة، وأضاف قائلاً أنه إستمع من الأستاذ محمود محمد طه أنه قال فيما معناه أنه بدأ من حيث إنتهى التجاني وأعاد السيمت إلى ذاكرتنا ماكتبه الاستاذ محمود محمد طه في إحدى الصحف السيارة عن دلالات قول التجاني "كل مافي الكون يمشي في حناياه الإله".