نورالدين مدني/سيدني
شهدت ليلة الوفاء التي أقامها فرع الإتحاد النسائي السوداني بأستراليا لفقيدة السودان والسودانيين الراحلة المقيمة فاطمة أحمد إبراهيم على مسرح مكتبة لاكمبا بسدني يوم 28 اكتوبر الماضي حضوراً نوعياً من الأسر السودانية ومن عدد من الفعاليات السياسية بأستراليا مثل الإتحاد النسائي العربي والإتحاد النسائي الإنجليزي والحزب الشيوعي العراقي والحزب الشيوعي اللبناني وتجمع اليسار العربي، وقد زين المصمم التشكيلي السوداني هاشم راوي المسرح بلوحة بورتريه لأم السودانيين فاطمة السمحة بعنوان "طلتك ضواية".
لن أستعرض هنا الكلمات التي قيلت في يوم الوفاء لفقيدة السودان التي أصبحت رمزاً لنضال المراة السودانية الناشطة العالمية التي تجاوز نشاطها النطاق الحزبي والقطري إلى رحاب الحراك الديمقراطي العالمي، لكن لابد من التوقف عند بعض الإضاءات البارزة في برنامج يوم الوفاء لها.
جسد الحضور النوعي إجماع كل ألوان الطيف السوداني السياسي والمجتمعي وحرصهم على المشاركة في يوم الوفاء لفاطمة أحمد إبراهيم، أذكر منهم على سبيل المثال فرع حزب المؤتمر السوداني بأستراليا وجمعية سوا وإتحاد ابناء الزغاوة، ومن الشباب كانت مشاركة فاطمة يوسف وأليس جابرمعبرة، إضافة لمشاركة الفنانة المتالقة ياسمين إبراهيم وفرقة نادوس، كما تم إستعراض مقاطع مختلفة من نشاط الراحلة المقيمة على "البروجكتر" من إعداد التكشيليين هاشم راوي وغسان سعيد.
تحية مستحقة لمشاركة الشباب والأطفال في كل الغعاليات السودانية في سدني لأنهم بذلك
يحافظون على التماسك الأسري والمجتمعي ويعززون اواصر التواصل الإجتماعي الضروري في مثل هذه المجتمعات المتعددة والثقافات والاعراق، وتحية خاصة للصبية اليافعة فاطمة راوي التي ألقت كلمة رصينة باللغة الإنجليزية عن ام السودانيين.
كان كتاب" شاهدة على مسيرة الإتحاد النسائي السوداني خلال نصف قرن من الزمان" تاليف فاطمة القدال حاضراً في يوم الوفاء، هذا الكتابالذي رصدت فيه القدال مسيرة الإتحاد لاكثر من ستين عاماً، تناولت عبر فصوله وأبوابه تأريخ الحركة النسوية السودانية في مختلف الحقب السياسية والتحديات التي واجهتها والتي مازالت تواجهها رغم المكاسب العملية التي تحققت للمراة السودانية.
الإضاءة الثانية المهمة في يوم الوفاء كانت عبر إصدار عدد خاص لمجلة"صوت المراة " السودانية إحياء لهذه المجلة التي كانت تصدر عن الإتحاد النسائي السوداني وكانت الراحلة المقيمة فاطمة احمد غبراهيم ترأس تحريرها منذ تأسيها وحتى توقفت عن الصدور، وقد تميز هذا العدد الخاص بيوم الوفاء بكتابات كوكبة من السودانيات المقيمات في أستراليا.
هذا العدد الخاص من "صوت المراة" كتبت فيه ناديا البنا مقالاً بعنوان فاطمة أحمد إبراهيم وإحتشاد الوجود المغاير، وسوزان عبدالكريم: كتبت لوترك القطا ليلاً لينام، ومقال رقية عبيد بعنوان فاطمة أحمد إبراهيم من الرائدة إلى صوت المراة، وميسون النجومي كتبت عن الدروس الحية في الذكرى الحية، ونادية حميدة عن حقوق المرأة التي قام بتثبيتها الإتحاد النسائي، وأمل عكاشة بعنوان لم أكن أنفي التهم
بالقول وإنما بالفعل والسلوك، أما سناء عثمان فقد كتبت عن فاطمة السمحة.
هكذا كان يوم الوفاء إحتشاداً مغايراً للقامة السودانية السامقة فاطمة أحمد إبراهيم، في محاولة مختلفة للخروج من أجواء الحزن التقليدية في مثل هذه المناسبات إلى الفعل النافع، وحمل أمانة صوت المراة السودانية حتى تظل شعلتها ضواية في كل الامكنة وعلى مر العصور.