نورالدين مدني/سيدني
ما يجري في بلادنا المنكوبة بالخلافات والنزاعات المسلحة يقلقلنا ولا نستطيع تجاوزه أو الإستسلام إليه رغم قسوة الواقع وتعقيداته المركبة.
- لايمكن تعميم الأحكام وإطلاقها خاصة على البلاد التي مازالت محكومة بالأسر المالكة مثل المملكة العربية السعودية التي عبرت عن إعجابي بالخطوات الإصلاحية التي أُتخذت فيها رغم أنها مازالت في بداياتها.
- الأهم في رأيي هو إستمرار مساعي التغيير والإصلاح .. مع عدم خلط الأوراق خاصة في المملكة العربية السعودية التي تحفظها الأراضي المقدسة، والنأي بها عن كل الخلافات السياسية والمذهبية.
- لذلك نحتفي بكل موقف إيجابي في إتجاه محاصرة الفتن والشرور والنزاعات المسلحة في بلادنا مثل موقف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الرافض لتصعيد الخلافات والتوترات المؤججة بين المملكة العربية السعودية وجمهورية إيران الإسلامية.
- نحتفي أيضاً بمخرجات ملتقى إسلام أباد الذي عقد هناك في الفترة من 8 - 9 نوفمبر الجاري التي أسهم السودان في بلورتها عبر المقترحات التي قدمها الإمام الصادق المهدي إمام الانصار.
- من أهم توصيات هذا الملتقى الدعوة لإبرام معاهدة إسلامية بين جميع طوائف المسلمين كي يلتزموا بالمجمع عليه وأن يتحاوروا بتسامح في شأن المختلف عليه، بدلاً من تصعيد الخلافات نحو الإقصاء المتبادل والتكفير ومايترتب على ذلك من مواجهات دموية.
- ناشد ملتقى إسلام أباد كل المسلمين لوقف العدائيات والسعي لحل الخلافات بالوسائل السلمية بعيداً عن مظاهر العنف والإحتراب مع ضرورة الإلتزام بمرتكزات حقوق الإنسان بكفالة الكرامة والعدالة والحرية والمساواة للجميع.
- دعا الملتقى لإستيعاب التكنولوجيا الحديثة بدلاً من الإعتماد على إستيراد الياتها، والتشخيص الموضوعي لدواعي إزدياد الجرائم الإرهابية رغم كل التحوطات الامنية ودفع الجهود الهادفة للقضاء على أسبابها.
- نحن ندرك ظروف الواقع المتخلف في بلادنا الذي يقيد الحراك السياسي الديمقراطي، لكن ذلك لا يجعلنا نقف مكتوفي الأيدي، إنما لابد من دفع كل المساعي الهادفة للتغيير المنشود والإصلاح السياسي والإقتصادي والمجتمعي فيها مع مراعاة الظروف الخاصة بكل قطر على حدة، وتأمين التوازن المطلوب بين الحقوق السياسية للمواطنين وإستحقاقات المعتقدات الدينية بعيداً عن الخلافات السياسية.