أ. د. عبدالاله الصائغ - ميشكن
ساعة يتمي بوفاة والدي وانا ابن اربع وساعة يتمي برحيل وطني وغربتي الحرجة وانا ابن سبع وسبعين ثم ساعة دخلت مدرسة غازي الابتدائية في النجف والمركزية الابتدائية في الناصرية والأمير عبد الاله الابتدائية في الكاظمية والغري الابتدائية المسائية في النجف وساعة دخلت فيها متوسطة الخورنق في النجف فواجهتنا قيادة طلبة الخورنق لمظاهرات الاحتجاج الدامية ضد العدوان الثلاثي الانكلو بريطا اسرائيلي وتخاذل حكومة الباشا نوري سعيد ومساهمتي في التظاهرات ومن ثم اعتقالي في العهد الملكي بتهمة باطلة مؤداها انني اسهمت في اغتيال رئيس الوزراء الاسبق وعراب حلف بغداد محمد فاضل الجمالي!
ساعة دخولي دار المعلمين الابتدائية لتواجهني عملية اغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم وتظاهرات الكاظمية وهي تزمع عبور جسر الامامين نحو الاعظمية للاشتباك مع متظاهري الأعظمية وساعة اشتغالي معلما في مدرسة الرفيعة بأهوار سوق الشيوخ ثم الشريف الرضي بين السوق والناصرية ثم ابتدائية المراشدة على الحدود العراقية السعودية في لواء الديوانية ثم مدرسة برنون الابتدائية في قرى الحلة ثم المدرسة الغربية النموذجية في الحلة.
ثم مدرسة الشعلة الابتدائية في بغداد ومدرسة البديع في الشعلة ومدرسة التعاون في الكاظمية ثم دخولي الجامعة المستنصرية المسائية التي افتتحتها نقابة المعلمين وحصولي على البكالوريوس بتقدير امتياز وبعدها دخولي جامعة بغداد للحصول على الماجستير بتقدير امتياز ثم اكمالي مشوار الدكتوراه بتقدير امتياز .
وخلال هذه الفترة رفع احد هم تقريرا ضدي الى الرئيس الأسبق صدام حسن خلال تدشينه الرياسة بعد الرئيس احمد حسن البكر رحمه الله فامر بحجزي 45 يوما خرجت من الحجز بمعجزة!!
وساعة مباشرتي في جامعة الموصل كلية الاداب قسم اللغة العربية وساعة انتقالي الى جامعة الكوفة حين ميلادها كلية الاداب وكلية الفقه وتربية البنات وواجهتني احداث انتفاضة شعبان الدامية واغلاق جامعة الكوفة فانتقالي للتدريس في الجامعة المستنصرية ثم خروجي الاضطراري من العراق للتدريس في جامعة الفاتح كلية الاداب وكلية اللغات قسم اللغة العربية وتعرضت في شهر رمضان لعملية اغتيال مروعة نهدت بها سفارة العراق في تونس وكنت عائدا من تونس الى ليبيا ومعي طليقتي المغربية وهي حامل بولدي علي واختها دكتورة نادية بو تكَرة وكل عمليات العظام سببها ذلك الحادث وقد نجوت ومن معي من غدر الاغتيال باعجوبة!
وعملي استاذا زائرا بين تونس والمغرب ثم انتقالي الى جامعة صنعاء كلية التربية في اليمن وساعة لجوئي وعائلتي الى الولايات المتحدة الامريكية ولاية يوتا فحاضرت في جامعة يوتا اشيهرا.
ثم تحولت الى مشيغن فدرست في كلية هنري فورد ثم انتقلت الى ولاية جورجيا للتدريس في تكساس كولج ثم عودتي الى مشيغن وساعة تحولي للعمل بالملحقية الثقافية العراقية في واشنطن (لم اتحدث عن سويعات نشاطاتي وعملي في رياسة القسم الثقافي في تلفزيون بغداد وانتخابي عضوا في المجلسين المركزي والتنفيذي المركز العام في اتحاد الادباء العراقيين ومساهماتي في تكوين ندوة الاداب في النجف، وندوة عشتار في الحلة، وانتخابي امينا عاما لمنظمة ادباء بلا حدود ورئيسا لمنظمة الصداقة العراقية الامريكية وعضويتي في منظمة الاكاديمية العراقية الامريكية ومن قبل نشاطاتي الثقافية في الاردن ومصر وتونس والمغرب وقبلها تكويني لنادي الكماة في النجف مع نشاطاتي الرياضية).
ثم عدت الى مشيغن وقد طبعت 31 كتابا واستبدلت 6 شرايين في قلبي وفقرتين في عنقي وواحدة في ظهري مع ثلاث عمليات لعيني مع عمليات اخرى ولكنني لم اهزم ولن!
مازلت اقرأ بشهية الشباب واكتب بشغف لايضارعه شغف واسبح ضد تيار السابعة والسبعين من عمري وتخلي الجميع عني من العراق ووزارتي التعليم العالي والثقافة الى العائلة انتهاء بالاصدقاء ان كانت الغربة تعرف الصداقة!
عمري سويعات واتذكر محطات حياتي واراها مثل شريط سبنمائي حرص السيناريو على تسجيل ادق التفاصيل!
عمري سويعات لاتعرف العتاب ولا الشكوى ولم استشعر الهزيمة لأن روحي ترفضها تماما!
وماذا بعد فقد جاء عام 2018 المبارك وجدول اعمالي مزدحم يتعين علي طبع كتبي المخطوطة 40 كتابا وجمع مقالاتي ومباحثي في كتب ونشر ديوان جديد بل نشر مذكراتي بعنوان لاعودة للطيور المهاجرة واكررها وماذا يعد؟
ثمة الكثير فهل سيكفي العمر وتنصح معي صحتي وتهادنني غربتي؟
عمري سويعات دون شكوى!